مقالات ونصوص متنوعة

الموضوع عن كبرياء روح

كبرياء روح”
إلتقى بها بعد غيابٍ، دام لشهرين ونيف من حياته كلياً؛ فقط ليسألها ما إذا كانت تُفكر به، كما لم تتوارى هي من باله، ولربما يستعطف ذاتِ القلب الحنون، الوصف الأقرب لقلبهِ.
-فأجابتْ باستنكار وإحد حاجبيها مرفوع :
أأنتَ جاد؟
-بالطبع جاد! هل أبدو لكِ مازحاً؟
-أليس من الغريب، بعد هجراني لك كل هذه المدة، وبتلك الطريقة، تسألني هذا السؤال؟
أوَلم تسأل نفسك، إذْ كنت أفكر بك ما الذي يمنعني عنك؟
-أحياناً أُحيطُ نفسي بِتساؤلاتٍ كثيرةٍ، بدون أي إجابات واضحة لقلبي ولروحي معاً.
سكتَ لبرهة من ثم أردفَ: لِما كل هذا الكبرياء ياروح؟
لا تَعلمِ إلى أين أوصلنِي برودكِ .
-إلى حيثُ الهاوية يا عزيزي، لا تنظر إليّ بمضض هكذا؛ أوَ لم تكن فعلتك؟
تسلّلتَ إلى الحُجيرة القابعة يسار جسدي، حتى تمكّنتَ مني، و سريتَ كالمصل المهدئ بدمي ، وإذا ما حضيت بفؤادي! جئتني مُحمّل بِباقات العنفوان، لعلك تجهلني بعد؛ فأنا من نزعت قلبي من مكانه ؛ لا لشيء، فقط لكي لا تضمن وجودي .
لستُ أنا من يجرني الحب لمكان أمقته وبشدة.

-ل ل لكن أنا لم أقصد ذلك، أ أقصد أنني كنت مغفل، أجل مغفل، والآن جئتك لأستجدي عطفك ، فهل لكِ بِأنْ تُشفقِ على هذا القلب المُولع بحبك، بربك فروحي تحتاج لروح ترد فيها الروح ياروح، فأنا لم أعد أقوى على الفراق.

إقرأ أيضا:ما هي فوائد السبانخ

-عمّ الهدوء بينهما، ليكسر صمتهما صوت قنينة عطرها؛ وهي تتحطم وتتلاشى عبر الطرقات.
-قفز قلبه بهلع، اتّسعت عيناه، وركض لها مسرعاً :هل أصابك مكروه؟ ماذا فعلتِ يامجنونة.
-قلبي مثل هذه الزجاجة ، ومشاعري عطرها ، ما إنْ منحتها الإهتمام والإحتواء، دامتْ لك، بك، وإليك، أما إنْ كافأتها بالخداع انزلقت من بين يداك؛ لتغدو رفات يصعب عليك لَملمته؛ فالأشياء التي اندقّتْ ، لن تعود كما كانت .
-نظرت إليه بتحدي وزمّت شفاهها وأتبعت :لكن الأثر باقٍ ولن تستطيع سحقه.
أومأت برأسها : كالرائحة العالقة تماماً .

رمتْ بِكبرياء أنوثتها بعيداً، خلعت قلبها ومشتْ حافية، كاسرة أسوار غطرسته ، مضتْ دون الإلتفات له البتة، حتى غدى كل شيء اللاشيء.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فتاة من ضوء القمر،بقلم:راما مالك المحاسنة
التالي
،اررداب الامنيات،بقلم: سارة نبيل حسن

اترك تعليقاً