مقالات ونصوص متنوعة

عالم النّسيان، بقلم :لينا عبدالله زايد”خاطرة”


لقائِنا الأوّلِ من أجمل الصّدف التي أزهرت المستقبل وزيّنت سماءَ الحبَّ بقلبي، عيناك اللّوزيّتانِ جعلت لحياتي حياة لن أحياها مجدّدًا حتى في العالم الأخر الذي يلتقي به الأحبة.
ألسنا بأحبة؟!
أليس الحب وحدهُ شتّتَ أفكارنا وجمع أرواحنا بروحاً واحدة؟!
ألا يحقُّ لنا العيشِ سويًّا؟!
في قوانينِ الحياة نصًّا يؤكد أن القلب ينبض نبضات متساوية في كل ثانية ويزداد عند التقائه بوتينه الذي يسكن بجسد آخرِ، و أن الرّوح تبقى وحيدة ما لم تنطبق معاييرها بروحاً أخرى، في الحياة الحب يتكرر والحبيب يختلف والشعور يتغيّر من شخص لآخر.
ولكن…
عيناكِ هي نبضاتُ القلبِ لدي ف وربي القلب لم ينبض بهذه الشدّة قبل أن يُناظرُ عيناك.
وابتسامتك هي الرّوحُ لروحي وأقسمُ أنّي لم أشعر بذبذبات الرّوحِ تسري بجسدي قبل أن أنعم بجمال ابتسامتك.
وانت…
اقسم برب العزة أني لم أُصدّق بالحب قبل لُقياكِ ولم أرزق به قبل وجودك وأني كنت ألعن الحب ومقاييسه ولم أؤمن بوجوده للحظة رغم أني عاشقة لروايات الحب وهاوية للنّهايات السعيدةِ.
وجودك لم يغير لي منهج الحياة كما ادّعى الجميع ولكن وجودك كان لي الحياة، أدركتُ لحظةُ لقائك بأني لم أكن على قيد الحياة وكنت كصخرة حُرمت من لذة الشعور ورعشة الإحساس وأن قربك جعل روحي تتراقصُ فرحاً في سماءِ أحلامها وتتجاوز سقف الحياة الذي يحيط بها لتصعد الى أعالي الأماني بأقصى درجات الأمل، و تتناثر حباً وعشقاً وسعادة تغمر بها من يرافق دربها ويشاركها المودة التي تقطن أعماق قلبها ، وتشعُّ نافذة الحياة لتتجاوز الحدود الذي رسمتها و تتخطى الحزن الذي رافقها مانعاً إياها أن تحلم في يوماً من الأيام وكأنّ الحلم كان لها خطيئة و خطية على مر الزمان.
ليتك لم تكن ولم يرافقنا ذلك الشعور الذي كان، وليتني لم أرحل من زمن النسيان ، وليتنا لم نلتقي و لم تتغير مجرى الحياة بيننا و يرى العالم من كان لي الزمان والآن رحل لعالم النسيان.
ليتك لم تكن…
ولم تُعاكس رياحَ الحبّ عاصمتنا ويهاجمنا الود ويحتل لنا قلبنا، ليت قوس قزح لم يقتحم عتمة حياتنا ويغمرها بشتّى الألوانِ ، ليت الحياةُ بعيناك لم أحياها.
لم تعد كما انت
ولم تعد لي أنا

إقرأ أيضا:عمل متبل الباذنجان المشوي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أبي، بقلم: سميّة محمود عامر”خاطرة”
التالي
جميلةٌ أنتِ، بقلم : إسراء البرغثي”نص نثري”

اترك تعليقاً