مقالات ونصوص متنوعة

لمَ دمر حياتي، بقلم : شيماء أسامة الناصر

لِمَ دمرَ حياتي هذا الرجل؟!
أخشى أن أستيقظ في الثالثة فجراً بتوقيت مدينتي الخاوية على عروشها، التي قضت على أحلامي لأسأل نفسي هذا السؤال، وأنظرَ إليك بلؤمٍ وفزع!

لستُ أطمحُ لقصة حب أسطورية أو خيالاً مسموماً تبثّه الأساطير في قلوبنا فتلتهمه عقولنا الغضّة
إنما أكبر مخاوفي أن يزّفني سيّد قلبي لرجلٍ لا يعلم عنّي سوى أنني فتاةٌ نالتْ مديح والدته، أخشى أن تكون رجلاً يستعبده التقليد ..
رجل يستخف بالقراءة والكتابة، لا ولن يهتم لما كتبته له طيلة فترة مكوثي معه، رجلٌ لا يهمه أنني أقرأ وأكتب له، لا ينتبه لتلاعبي بالكلمات واللغة.
رجلٌ شرقيّ بامتياز، لا يرى الأنثى إلا أمّاً وزوجة، يرى خدمتها له على محمل الواجب لا محمل الحب!
تُرى هل سيقفز إلى قلبك حينها أن أكبر مشاكلي تنصهر بعناق، وأن أكبر خوفٍ يتربع على عرشِ قلبي يُصرَعُ بنظرةٍ مُطمئنةٍ منك!
أخشى ألا تحفظ طقوسي وعاداتي الجهنمية
أن أدعوك للرقص منتصف الليل على صرعاتِ أغنية صاخبة، وفي منتصفها أتذمر بغباءٍ لأخبرك أنني أكره أغنيات هذا العصر.
قد تراني أصنعُ أكواباً من ذاك المشروب الأخضر الذي يستهويهِ مذاق السُذج رغمَ أنني لا أستهويه، إنما أفعل ذلك كي أشتمّ رائحتها التي تستفزّ حواسي ليس إلا ..
قد أُسمِعك كوكب الشرق منتصف الليل ونحن نتلاسن ونتشاجر، قد أُغني أغانيّ الحزينة المفضلة وأنا أبكي، وقد يتبادر إلى ذهنك الهشّ الذي لا يحمل قلبي أنني أقصد بها أحداً من فرطِ ذرفِ مشاعري لها.
قد أيقظك منتصف ليلة قاسيةٍ، باردة كئيبة وأنا أبكي ..
لأخبرك أنني اشتهيت المثلجات!
قد وقد ..
فهل ستكون مزاجيتي وغطرسة طقوسي على مقاس قلبك؟!

إقرأ أيضا:طريقة تلوين الأرز

لا تفتح لي فمك حينها وتنعتني بالمجنونة الغبية!
تصرفاتي بلهاء غريبة، أعلم ذلك!
حتى أنا أعجزُ عن فهمها، لكن أرجوك أن تأخذها على محمل الحبّ، خذْ مزاجيتي وشظايا روحي على محملِ القلب!
خذ جنوني وثرثرتي على محمل وعيك!
لا تجعل مني فتاة تقليدية سهلة الفهم رغماً عن أنفِ ذاتي.
أن أكون مُثيرة لجدلك أي أن أكون غامضة أجعلك تحلّ شيفرة قوقعتي وتنظر للآلئ المكتنزة في جوفي.
لا تسمعني كلمات الحب والغزل التسليكية والمُزيفة قبل إنهاء كل اتصالٍ هاتفيّ أو جدال، أيضاً دعك من إخباري أنني أجمل فتاة في العالم!
هذا لن يعنيني، حتى أنني لن أصدقه ولن أُبادلك أقلّهُ
بل دعني ألتمس أنك تراني هكذا من خلال عينيك
دعني أشعرُ بذلك الآمانِ في صوتك عندما تحادثني، هذا يكفيني!
كن لي كأبي، فأنا فتاةٌ ثرثارة لا تصمتُ إلا في حضرة أبيها وسيّد قلبها!
فتاةٌ خائفة لا تطمئن إلا بحضنِ والدها، فاحتويني، دعني أسكنكْ!
وإن لم تكنْ!
فأي رجل ستكون أنت سوى كذكرٍ لا تليق به الرجولة، إنما يليق به القصاص كسارقٍ يا سيدي!

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موضوع عن المليسة
التالي
موضوع عن التمر

اترك تعليقاً