مقالات ونصوص متنوعة

المقاتل التعليمية

والله إنَّ المرءَ ليخجل أن يلقى الله يوم القيامة بدعوة مظلوم ، خيرٌ للمرء وأنفعُ أن يرتقي بفكر خصمه نحو الصواب على أن يثبت وجهة نظره بالقوة وممارسة الأساليب القمعية.
وهذا للأسف ما يفتقر إليه المعلمون والموجِّهون في شتى المجالات والتخصصات.
قبل عدة أيام خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقاءٍ مصوّرٍ قال فيه : لن أتهاون في استدعاء الجيش الأمريكي لفض التجمعات والمظاهرات العنيفة في شوارع أمريكا”
وبعد يوم عندما خرج لزيارة الكنيسة التي أُحرقت على يد المتظاهرين، وجَّهت له صحفيَّةٌ سؤالًا لم يكن في حسبانه وقالت : سيدي الرئيس هل ستسخدم الجيش الأمريكي ضد الشعب الأمريكي؟؟
ومغزى السؤال دليلٌ قوي على أنَّهُ عندما تستخدم القوة التي تعتبر عماد الشعب ودرعه ضده فهنا يبدأ دمار الشعوب.
وهذا المشهد ينطبق تمامًا على كوادر التعليم أو الأشخاص الموجِّهين في شتى المجالات ، فعندما تستخدم السلطة القامعة أو القوانين الوضعية دون انصافٍ للمظلوم فهنا يبدأ دمار العملية التعليمية أو المنشئة الاجتماعية التي تتطبق هذه الأساليب.
لا يُنكَرُ أن هنالك من يستحق العقوبة لجرمٍ ارتكبه في حق المكان الذي يتواجد فيه لكنَّ تطبيق العقوبة على المظلوم وكأنَّه ظالم جرمٌ أكبر لا تقبله جميعُ أشكال الإنسانية أو حتى الدين الذي تتحلّى به تلك المنطقة .
إن التوجيهَ بالتي هي أحسن وأخذ الاعتبارات العقلية والمكانية والزمانية والاجتماعية في كلِّ مشكلة تتواجد يقودُ إلى حوارٍ هادف يرتقي بالعملية التعليمية إلى السماء وعكسها يقذفها بالدرك الأسفل .
للتابع حريَّةُ رأي وفكر وزاوية نظرٍ للأشياء كتلك التي يمتلكها المتبوع تمامًا وأخذها بالحسبان ضروريٌّ في كلِّ المواقف وعدم أخذها ضربٌ من نخر الأساس السليم وهدمه مع تكرار مثل هذه الأساليب .
يُبجَّلُ المعلمُ عندما يكونُ موجِّها في نطاق الأساليب والأفكار السليمة ومركزه العالي وسلطته لا تفرضان على الجميع احترامه كما يفرضانها أسلوبه الحسن ومدى براعة نقله للأفكار السليمة بين تابعيه.
ونتذكَّرُ قول الإمام الحسن البصري : إن لم تذكر الله في أفعالك فأنت لم تذكره ولو قضيت الليل تصلي وتتلو القرآن .

إقرأ أيضا:علاج منعش للأقدام المتعبة

إن لم توجّه وتعلّم دون خسارة الخصم فأنت لست موجِّها أو معلِّما ولو بلغت عنان السماء علمًا .
#إبراهيم_الساريسي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عشقٌ سرمدي
التالي
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

اترك تعليقاً