مقالات ونصوص متنوعة

اكثم إبراهيم اللوزي
الأردن.
| وردةُ البَنَفسَج |
شامِخَةٌ تَقِفُ أمامَ الأعاصير، غَيرَ مُباليَةٍ بِقُوةِ هَذِهِ المَعمَعَة؛ كَأنَها أشبَهُ بِبَعضِ النَسيمِ أمامَها، مُتَشَبِثَةٌ جُذورها أشبَهُ بِجُندٍ يُقاوِمونَ الأعدَاء، بَل جَيشًا بِأكمَلِه، مُتَرَبِصَةٌ لأي اقتِحامات.
تَنشُرُ عَبَقَها مُتَفانِيَةً فَخورَة، فلا مُنافِسَ لِعِطرِها، و هي التي أَخضَعَتْ أَسيادَ العُطورِ لَها و انحَنَوا لَها إجلالاً، لَقَد أُسِروا بِجَمالِها و بَهائِها، سَاروا خَلفَها طَمَعًا بِعُطرِها الآخاذ ذُو القُدرَة على إِخضَاعِ الأُنوفِ لها و سَلبِ العُقُول.
جُلُ خُطُواتِها مَدروسَةٌ كَأنَها مَلِكَةٌ أو إمبراطُورَةٌ تَتَبِعُ برُتوكولاً يَختَصُ بِها عَن غَيرِها، إنَما أوراقُها أشبَهُ بِمَلاكِ الحُب تَلتَفُ على أُخرَياتِها كَأُمٍ تَحتَضِنُ أبنائها تُشعِرهُم بِحُبٍ لا مَثيلَ لَه، بِذاك الحُب الذي لَن يُكتَسَبُ يَومًا مِن آخرَياتِها.
ها هي البَنَفسَجَة تَتَرَبَعُ على عَرِشِ الأزهار، كَيفَ لا و هي ابنَةُ الحِكمَةِ و الرَزانَة، ها هي تُصدِرُ أمرَ الإفراج عَنِ المُتَيَمين و تَقبيلِ قُلُوبِهم البَنَفسَجية، فقَد نَالَ الوَلَه مِن قُلوبِهم و أسوَّدَ بَنَفسَجَهم، لَعَلَهُ يَعودُ بارِدًا مَليئًا بالحُب النَقي، مُشِعًا بِلا أي حَواجَزَ سَوداء .
نَالَ البَنَفسَج قُلُوبَ الضُعَفاء و أَحيَا بِهم قُوةَ الأرواح، ثِقَةَ الشُجعان، رَزَانَةَ الحُكَماء، حِكمَةَ العُلَمَاء، نَبَالةَ الفُرسَان، قَلبَ العُشَاق.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
التالي

اترك تعليقاً