مقالات ونصوص متنوعة

مدينة الأقزام, بقلم : بتول وائل خليل “نص”

استيقظت لأجدني في مدينة الأقزام! 
لكن مهلاً.. 
إنها ليست كذلك، بل هي مدينتي.. ماذا حدث؟
لماذا قصُرت قامة الجميع؟ سألت البقّال.. 
قال لي : إقتُصَّ من كل شخص عدة سنتيمترات بحسب حجم وعدد ما تفوه به من كذب،
_ أعطني البن أرجوك لعلي استيقظ من هذا الحلم
_ فلتختر النوع الذي تريده
_ لكنك كنت تقسم لي أن ذلك أجودها
_ توقفت عن تعاطي الكذب يا بني. 
خرجت إلى الخارج متعجباً، لأرى صديقي وقد خسر أكثر من نصف طوله، لم أسأله عن ذلك فأعلم جيداً كم قلب فتاةٍ قد كسر، ابعدت نظري عنه لأسمع أحدهم يصرخ.. انتبه كدت تسحقه، نظرت إلى الأسفل واذ به ذاك المسؤول الذي كان يقدم وعوداً للناس بتحسن الوضع الاقتصادي وعقاب الفاسدين، وبجانبه كان شيخٌ يرتدي عباءة التقوى وبذات العباءة يحاول إخفاء نفسه، وهناك أستاذ المدرسة الذي كان يحدثنا عن وطنٍ عربي واحد ضحكت لمصيرهم، وقفزت إلى المرآة دهشت فأنا أيضاً قد خسرت بعض السنتيمترات! لكنني لا أكذب قلتها بصوتٍ مبحوح.. 
أجابتني المرآة الصغيرة، كنت تكذب على نفسك حين تقول لها أن هذا البلد سيصبح أفضل…



Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الموت, بقلم : مرام جمال الرفاعي “خاطرة”
التالي
ضحايا أنفسنا, بقلم: إسراء الأكسح”نص”

اترك تعليقاً