خاطرة

معركة ذات طعم محبب، بقلم : كارولين نبيه ماهر

_معركة ذات طعم مُحبّب_

الهزيمة الأعظم، أن تُهزَم أمام ورقة بيضاء، تَقِفُ أمامَها عاجزاً عن خَطّ، أو كتابة أيّة كلمة،حرف، أو حتّى نقطة واحدة!، يستفِزُّك اللون الأبيض، و يصيح جدار رأسك بك :” اكتب ، اكتب، اكتب، اكتُبْ، اكتب” ،فتُلَطِّخُ الورقة البيضاء بأحرف ضعيفة بعض الشيء، إلى أن يموت الأبيض تدريجيّاً، لكنّه لا يختفي، أعلَمُ أنّه لن يختفي!، ليس المهمّ أن يختفي ، المهم السيطرة على جفاف القلم، لتُصبح حينها تلك البيضاء بالنسبة لي “ورقتي أنا “، فأكتُبُ، وأكتُب، وأكتب، وأكتب، وأكتب، ثمّ أقرأ، _فلا أجد معنى واضح في أغلب الأحيان_..
اندفَعَ سؤالٌ من طفلٍ صغير يسكن دماغي:”_مامعنى هذا؟؟”
_هذا واحد من إحدى صراعاتي في معاركي الذاتية ..
_وهل هذا أعظمها، أو أشدها إرهاقاً، وقَهْراً؟؟

_ لا، لا
يوجد صراع أثقل، أرضى به عن غير إرادة..
_حدّثيني عنه ..
_صراع مُتْعِب،..فراغ، ثمّ صداع،
تنجم هذه عن كافة المحاولات الفاشلة بشراسة كبيرة ، يشدّني بحجة التعب لأنام، وما إنْ أُغمض عينيّ، حتّى تبدأ الكلمات بالتوارد إلى صفحة بيضاء أُخرى خالية في مخيلتي ، وتصطف في نصوص صفوفاً عملاقة بتراكيب جميلة، تُعجبني الكلمات حين تُزقزق،.. هُنا لا علاقة لي، أنا أنام بعمق، وشيء ما يكتب بنهم، أنتظره حتى يقفل النص، _أو النصوص أحياناً_، وأنهض لأسرقها وأجمعها فوق ورقة بحبر أزرق، فأنساها، تتراءى لي أصوات الكلمات ك رفرفة جنحي طائر أُطلق لتوِّه من قبضة تودّ سجنه في قفص باقٍ إلى الأبد، في قفص من ورق..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قضايا كتابية، بقلم : نور عمر دباس
التالي
عاشقٌ في المنفى، بقلم : أيمن أحمد قهوجي

اترك تعليقاً