مقالات ونصوص متنوعة

دموع في المهد، بقلم : آيات حريدين

بسرعةّ تعالي، يجبُ أن نتظاهرَ بالنومِ قبلَ أن ينتبهَ أحدهُما و يبدأُ بتفريغِ غضبه ب أحدنا.. لا تخافي ساعه او اثنتين و سيغادر أحدهما المنزل.. ستمضي هذة الليله.. ك سابقاتها.. لا تبكي اهدئي سأعانقك..
كان ذاك صوت أحمد ذو الأربعة أعوام بينما كان يحاول أن يهدئ أخته ليلى طفلة العامين
لكن ليلى كانت خائفه ترتجف احتمت ب أحمد في  تلك الخيمة الملونهِ، ذلك المكان الذي كانا يسرعان إليه ليحتميا من الصراخ المستمر
شتائم امهما
و أحيانا سوط ابيهما
و الذعر..
انا المذنب يا ليلى
أخبرتني امي أن أبي سيجن إذا علم أني كسرت  نظارته لكني والله لم أكن أقصد..
كنت أريد أن أرى لون الجدران النحاسي بنظارة أبي
ألم يكن يردد دوماً”هذا البيت نحس”
اقتربتُ من الجدران أكثرَ فأكثر، لكنّها ظلت بيضاء!
و عندما ارتطم راسي بالجدار سقطت النظاره و كُسرت!
لا تجهشي بالبكاء أرجوكِ يا ليلى
قد يسمعوننا..
أجابته بنبرتها الطفولية:” بابا عم يضربا”
أراد أحمد أن يتجاهل صراخ أمه، وسوط أبيهِ، أراد أن يصمّ أذنيه، و كم تمنى ان يحتمي بأحد
خائف هو جداً.. ففي المره الاخيره التي طلب منه سامر البقال البقاء معه في الداخل و عانقه عنيفاً لم يكن مرتاحاً لكنه فرح بذاك السر بينهما و فرح أيضا بقطعه الحلوى، لم يخبر أمه كي لا تعتقد انه يحب أحدا اكثر منها..
 ليلى..
لماذا وجهك ازرق يا ليلى لم عينيك فاغرتان
اتحاولين ان تخبريني شيئا
يا الاهي انها لا تتنفس
ابتلعت لسانها ثانيةً من الخوف
هرول منادياً أمي أبي…
أرجوكم ليلى
كفى صريخاً
أمسك برجل أبيه.. أبي ليلى إنها..
الا انه لم يكن يسمع كان مشغولا بجلد زوجته لأنها أساءت الأدب في حضرة ذكوريته
أمي! انهضي  أرجوكي.. أخفت وجهها
اخذ يشدّ على رجل أبيه و يصرخ بنبره أكثر إصراراً
ليلى .. إنها تختن..
عندما رفعه أباه و رماه بضربة قاسية على الأرض.
توقف كل شيئ
صمت أحمد
صمتت ليلى
و غادرا…. 

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حرب البقاء، بقلم : مرام بدر الدين حماده
التالي
من مذكرات سجين، بقلم : رياض محمد أحمد

اترك تعليقاً