مقالات ونصوص متنوعة

” أكتبُ لكِ يا نبض ” بقلم آلاء ياسر (رسالة قصيرة)

أكتبُ لكِ يا نبض …

أنا الآن في المعركة يا نبض وأكتبُ لكِ هذه الرّسالة،، أوشكَتْ ذخيرتي على النّفاذ وطبولُ أُذنايَ لم تعدْ تحتمل صريخ المدافع ودويّ الإنفجارات،،أنا الآن على الجّبهة الأماميّة وحولي الرّصاص يتطاير بكلّ قسوة،، لا أعلم بأيّ لحظة ستحتضنني المنيّة يا نبض،، ربّما سأموت الآن و لن أستطيعَ إكمال هذه الرّسالة،، أنا أقربُ شخصٍ من الموت الآن،، صديقي الجّريح صوتهُ الأجش يُطلِقُ أنيناً قويّاً يُبكي الصّخر،، والآخر يتحدّث على القبضة منادياً للدّعم وما من مجيب يا نبض،، لقد قطعوا علينا التّواصل اللّاسلكي،، وبطّارية هاتفي قد نفذت،، وصورتك قد طليت بالدّماء،، لا شيء يواسيني الآن،، الصّراع محتدٌّ والطّقسُ باردٌ ومعدتي تصدرُ أصواتاً غريبةً لأنّي لم أتذوق الطّعام منذ أسبوعٍ كامل،، لطالما كنتِ توبّخينني يا نبض على إهمالي لنفسي وكنت أستهزء بالأمر،، أنا الآن أُعاني كثيراً،، لحظة فقط عليّ أن أنهض وأطلق بعض الرّصاص بقنّاصتي المنهكة وأعود لكِ…….
حسناً لقد قتلتُ شاباً في عمرٍ لا يُناهزُ العشرين،، لا أعلم إنْ كنتُ مجرماً أم بطلاً… لا أعلم إن كنت جيّداً أو سيّئاً…
يا نبض لطالما طلبتِ منّي أن أكون جيّداً وأنْ لا أؤذي الآخرين،، أنـــ….
أعتذر سيّدتي توجَبَ عليّ أن أكمل عنه،، أعتذر بشدّة فإنّه قد أصيب بشظيّة في يده وساقه..، ،لن يستطيعَ إكمال ماكان يريد قوله،، نحنُ المقاتلون لا يحقُّ لنا حتّى الكتابة والبوح بما في جوفنا ولا بإخماد حريق قلوبنا… أكرّر اعتذاري أتمنى أنْ لا نموت وأن تصِلَ هذه الكلمات إليكِ سيّدتي…

إقرأ أيضا:خلطات طبيعية لتفتيح البشرة الدهنية

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
جنونُ فتاة، بقلم:حسام السوارية”قصة قصيرة”
التالي
“وهمُ الرّحيل” بقلم بشرىٰ حاج موسى (خاطِرة)

اترك تعليقاً