مقالات ونصوص متنوعة

لقاء، بقلم : بتول محمد علي شيخ العشرة ” نصوص نثرية”

مقهى خارج الزمن ..
طاولة وكرسيان من صفيح ساخن
ونظرة تصهرني وتشكل ملامحي بتبعثر من جديد
أعجن يداي بارتباك طفل سرق تفاحة ويظن أن تهمة السرقة مطبوعة على جبينه ..
جعبتي مثقوبة تسقط أحرف مشتتة من أحاديث مرصوصة منذ زمن لهذا اللقاء حتى أنهكها الغبار

أحمل قلبي براحتي مثل طفل محتضر ينزف ما تبقى من دم به

أهمس له .. سيمضي هذا تحمل هذه الطعنة فقط
يحاول البكاء فيعجز وجسده المشلول يخونه فلا يستطع الأبتعاد عن السكين المسرع نحو وجهه الملائكي
يصرخ .. فيتردد الصدى داخلي مهشم زجاج قوتي

يسألني كائن الورد الطيني أمامي عن سبب وجوم ملامحي

أستل لفافة تماسك من حقيبة القوة الأحتياطية وأدخنها بنهم

يرمقني بنظرة حادة ..
منذ متى كنت بهذا الغلاف القاسي؟!
لا يليق بك دور المتمردة اخلعي هذا عنك

-تبلورت الدموع داخلي حتى غدوت امرأة كريستالية

ألست من تفضل أحجار الكريستال !

تغريني حتى  أحطمها
فتاتها جميل كنجوم

-لكنك لن تستطع تحطيم غيمة ارتدت رداء القمر

غدوت غريبة في سنوات غيابي الأخيرة عنك
تضعين ربطة عنق منمقة للكلمات
وعطر للتواريخ وطعم للأغنيات

-هذا ما يفعله بنا الحب ربما ..

يجعلك أكثر غرابة؟!

إقرأ أيضا:لوحة فنية، بأنامل: رشا محمود مدور “فن الرسم”

-بل أكثر عقلانية
حين نحرت قلبي ومضيت .. اتكأت بكلي على عقلي وأخذ حصته من ميراث القلب (ضفة القيادة)

ضحك بتهكم وقال: رب ضرة نافعة

أخرج من جيبه كرة زجاجية وضعها أمامه
وهمس: لنستخدم السحر قليلا
تعالي لنعود بنبضتين بجوف الزمن

-إلى أين ؟!

إلى الفراق ..
ونحذفه من مشاهدنا ، ونخيط روحينا ببعضهما كما كانوا ملتصقين قبل ذاك الشرخ

ورصيد أيامي الذي أنفقته أنتحب محترقة على بقايانا؟!
وقلبي الذي قتل حرقا وطعنا؟!

-كما للهرة سبعة أرواح ، فلك سبعة قلوب
وليس كثير على رجل مثلي أن يحظى على قلوبك السبع

غلى الدم في رأسي وهو يتحدث بثقة وبرود تام
تسللت يدي مسرعة الى الطاولة ، حملت الكرة الزجاجية وانهلت بها على رأسه
وقلت غاضبة: ليس كثير على امرأة مثلي أن تستولي على عقلك أيضا

فجأة.. اختفى الرجل من أمامي ، اختفت الدماء، واختفت الكرة الزجاجية

وصاح بي النادل بصوت مرتفع : سيدتي الذي تنتظرينه لن يأتي كالعادة ..
أرجوك .. كفي عن تحطيم رأس فان جوخ الكامن على الجدار
فلا ذنب له بهذا .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عندما انفصلت أمي. بقلم: براء بسام أبو سنبل
التالي
أستنقُذني الكتابة مِما أُعاني؟ ، بقلم :ترتيل مازن العجارمة “نصوص نثرية “

اترك تعليقاً