مقالات ونصوص متنوعة

أستنقُذني الكتابة مِما أُعاني؟ ، بقلم :ترتيل مازن العجارمة “نصوص نثرية “

أستنقُذني الكتابة مِما أُعاني؟

بين البقاء ومتى اللِقاء ؟
بين نيران الغيرة وأشواكِ الصمت .
بين اللامُبالاة والأنهيار .
بين اللاشيء وكل شيء .
بين الفراغ والذكريات .
بين تناقُضي وقلة حيلتي .
بيني ويين نفسي .
أقفُ الأن بين الأنتَ واللاأنت،بين اللاعِقل والعقل،بين القلبِ واللاَقلب،فأعذر صمتي وقلة حيلتيَ.
لا أستطيع شرح حالتي،أو بشكل أعمق علتُي التي أعُاني منها، التغيرات المزاجية السيئة،لاأعرف سوى أنني لا أفهُمني.
آهِِ وكم أتعبني اللاشيء مِن كُلِ شيء ؟
آهِِ مِن عِتابِاً لا يُقال ..
لا يقوى قلبي على عِتابُك .
من ضياعاً إلى ضياعاً أخر .
كُل ليلة تبتلِعُني دوامة الأرق .
ضائِعةً روحي في دُجى الظلام .
ضائِعةٌفي سوادِ هذا الليل لا مُنقِذ لي .‏
ها هو الليلُ يسيرُ على منوالهِ المُعتاد بِضجر .
في كُلِ ساعةِِ تمر ، أنيابُ الأرق تنغرِس في جسدي .
لو أن هذهِ المسافة تنتهي وأتوسد صدرك كل ليلةٍ …
كذلِك هذهِ الليلة ، أُريدك في صدري .
لا تسألُني كيف أقضي الليالي وحيداً ؟
غيرَ قلمي وموسيقاي لا أملُك .
وكُلما هممتُ بقراءة كتابٍ ما في كل ليلة ، أجدك مُختبئاً بين نصوصُه .

يمنعُني الكبرياء
من كسرِ فجوةُ الصمت التي بيننا ؛لِأُحادثك
بينما قلبي يأنُ شوقاً إليك .
لا أعلم ما الذي جرى! ، لكن قلبي بالكاد ينبُض .
بين الماضي والحاضر قصةً تُكتب ،
توقفت ذاكِرتي عند حديثنا الأول ،فأنت ماضٍ.
شخص صعب المعاشرة ، سريع الملل بارد وكئيب وغريب ، شخص لا يُجيد إلا النظر في الصامتين والمتحدثين والقائمين والجالسين ، قاسي في حديثه وفي صمته وفي تحديقه ،هذا أنت بالحاضر.
قصتنا التي كتبتُها قصة مؤلمة ،لا ذنب لها بأحداث الراوي.‏
أذهبُ إليكَ حاملًا كل البلاغة، وحين أصل أشعر أن اللغة خالية من الكلمات!
فكيف ستسعفني الحروف الهجائية ؟

إقرأ أيضا:على مَتنِ قِطار

على أعتابِ الذكريات أقِفُ بِخوفي .
لا أُفكِرُ بِشيءِِ عداك …وبطريقة التي نزعتَ بها قناعك المزيف…كما أنتزعتَ قلبي من أيسري!؟
كم كان حُلمي أن تبقى معي في كُلِ حين، أن لا يأخُذك أي شيءِِ مني .
كنت أود أن أتمنى لك الأفضل، ولكن الأفضل كان أنا . وأنت فضلت الغياب .
الغياب الذي فتح فوهاتٍ لا تسُد في صدري إلا بِعناقك، عناقك الذي يأتي ليُرمم جميع الشروخ المُحدثة في قلبي، ليُخمد الثورات الطائشة في عقلي، عِناقك الذي لا يُمل.
لو أنّ كلَّ عِصارات الربيع دخلت في أليافِ جذعيَ الهرِم، لتجعله يُزهرُ مرّةً أخرى، ‏لما عوفِيتُ مثلما كنتُ أُعافى حينَ أنظرُ إليك.
لعلي ألتقيك، و أستنشق هواءً يخالطه عطرك، أحتضن يديك و أستشعر الدفء بِهما و أُعانقك، أُعانقك بشدة حتى تبرأ جراحي و تُضمّد كل الآمي.على يقينِِ بأن اللِقاء سيحينُ يوماً .
في إنتظارك كل يوم رُبما تأتي .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لقاء، بقلم : بتول محمد علي شيخ العشرة ” نصوص نثرية”
التالي
ماسك الفراولة للتخلص من الرؤوس السوداء

اترك تعليقاً