لم يأبه حينَ يعودُ للعقابِ الذي يتوَعده،
وَ مع الكثير من الرَكل وَ الصفعِ كانَ يتظاهر أنه فاقِدٌ للوعي، فَيَنفذُ من اعترافه وَ افصاحِه عن مكانِ غيابه، لقد كُنتُ صديقَ أخي الوحيد مع ذلك لم يُخبرني أيضاً أين كانَ يقضي الأيام التي يغيبها،
رُبما لأني كُنت جباناً وَ أخاف من ظلي،
يوماً أتذكر أنه دام على غيابِ أخي أكثرَ من ثلاثِ أيام وَ كان والدي يشتاطُ غضباً، وَ لِكثرة ما أغدَقت زوجتُه برأسهِ عليه،
أرادَ أن يُسبِبَ له موتاً مُؤقتاً..
ما هي إلا ساعة واحِدة كانَ مُستلقياً على أرضيةِ الغرفة غارِقاً بِدمائه،
عِندها أدركتُ أن الوِحدة كفيلة أيضاً بجعلي أنساهُ هو الآخر..
في ليلةٍ باردة وَجدتُ تحتَ وِسادتهِ رسالةٌ خائفة قال فيها :
” واصل زيارةَ أمنا فهي كفيفة وَ لن تُفرق صوتنا، واصِل رِعايتها تحتَ التعذيب، وَ لا تُشعرها أن أحدنا قد رَحل.
براء بسام أبو سنبل
Comments
0 comments