مقالات ونصوص متنوعة

أنا وساعيةُ البريد/بقلم:خليل مجدي البلبيسي..”نصوص نثرية”

أرسلتُ لكِ رسائِل عدة ألن تصلكِ؟

حسناً الآن أيقنتُ أن السبَب هي فتاةُ البريد الجميلة.

كانَت ساعيةُ البريد تقول لي لمَ كُل هذه الرسائٍل فمَن يُحبك لن ينتَظِر مِنك كل هذه الرسائل، فأنتَ شابِ جميلِ وعاطفي لماذا تتعلق بقلبّ جاحِد كالصخرُ لا يلين؟.
لقد ضحِكتُ حين قالت هذا الكلام
لا تَنزعجي فهي لم ترا وجهكِ الملائكيّ فقد كانت تَغارُ من جمال رسائلي ومن العتَب الذي في الرسائل…. لم تلمِس يدي مثلما فعلتي انتِ.
لم تتمنا ان تعمَل كبائِع عربة بوظة أمام منزلكِ وترى لمعة عيناكي وانتي تقفزين لشراء الآيس كريم.
لم تتمنا ان تعمَل كبائِع بقالة صغيرة تحتوي على قطعة شوكولا تحبينها انتِ.
لم تتمنا أن تُصبِح عَصفورٌ صغير عُشهُ على نافذتٍك.
لم تسمَع مخرَج حلقكِ عندما تقولين لي احبك.
لم تتمنا أن تقتِل جرسون المطعم لانه لا يعرِف مشروبكِ المُفضّل.
لم تتمنا أن تعمل كسائِق تاكسي لا يتَزحزح من أمام بيتكِ.
لم تتمنا مثلما تمنيت ولم تُصاب بالخُذلان مِثلي.
لقد تمنّت لو كانت رسائلي لها، أنا ُأُيقن أنها تحتفِظ بهم وتقرئُهم أثناء الليل، فهي جميلةٌ جداً ورقيقة ولم يُخلص لها أحداً بحُبهِ.
انها تُشبهُني، فأنا اكتُب لكٍ كلَ ليلة ولم يحْن قلبكٍ بَعد.
سَمعتُ منذُ عدةُ ايامٍ انه تقدم لخطبتك شابٌ فأصابَتني الغَيبوبة
لم أتخَيل انكِ تُقابليه.
لم أتخيل أن رسائِلي لم تُجدي نفعاً
هل احببتيه؟
لم أصدق الفِكرة وحاولتُ ان أُلملم شَتاتُ قلبي قدرُ ما شِئت، لا أريد أن أسمَع عن أي شيءٍ يَجمعكُم بِبعض.
ها أنا أشعُر بأن العالم وقف بي فجأة.
جَلستُ في مجلِس أهل الحي
فما كان مَوضوعُهم غَيركِ
حاولتُ الهرَب كثيراً مُحاولاً إخفاء ملامِحُ وجهي، إلى أن أحسَستُ أني سأنهارُ أرضاً…. فآخر جُملة أتَذكرُ أني بُحتُ بها: عن إذنكُم علي بالذهاب.
فبدأ الجميع في السخرية مني، إلى أن سمعتُ أحدُهم يقول لَهُم : أتضحكون؟ حسناً اسألو ربكُم أن لآ يُذيقكُم طعمُ مُر الفُراق.
سمِعتُ هذآ الصوتُ ولم أعي على نفسي إلا بِغرفة الإنعاش.
كانَت وصيّتي الأخيرة ان تَصلكِ هذه الرسالة، لكني أيقِن أن ساعيةُ البريدِ سَتبكي عليها وتلعنكِ ألفُ لعنةٍ سماوية وستحتفِظ بها مثلما تفعلُ كل ليلةٍ.

إقرأ أيضا:لعنة أغسطسية، بقلم: أمل علي القرعان

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
في ذكرى الغياب ، بقلم : العنود محمد مراد
التالي
سجين أفكاري، بقلم : دانا محمد عثمان “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً