مقالات ونصوص متنوعة

وهم، بقلم : دلع محمد رضا صناع، “نصوص نثرية”

وهم
دائمًا يكون الليلَ هو المهرب الوحيد ، حين يفقدُ الإنسانُ أشخاصًا تساندهُ ، أو رُبما لم يكن لديه سندًا مِن الأساسِ في حياته.

لقد مر في حياتي شخصًا ، شخصًا أشبه بعابرِ سبيل ذهبَ و لم يعد بعدها ، ذهبَ و تركني أسامرُ صديقي الليل كعادتي ،أجلسُ و أطيلُ النظرَ للسماءِ السوداءِ شبيهة قلبي ، ثمة دوار يصرعني و تدورُ الأسئلةُ في رأسي مَن ذلك الشخص؟ و كيف أتى ؟ولما رحل بهذه السرعة؟
 ثم أضحكُ بإستهزاءِ ، تكادُ الدمعةَ أن تسقط ، لكنَّ كبريائي أثقلها وباتَتْ على أطرافِ العينِ مصطّفة، أضحكُ بإستهزاءِ على الأفكارِ التي تجولُ في رأسي فأتذكرُ تعلقي المفرط بهِ ولكن أنا من أعطيتُ قلبي هذه الصلاحية ، اتأسفُ لنفسي لكل ما أصابني ، و كل ما ظهر علييّ من إختفاء ملامحي ،ضحكتي ،الحفرتين التي كانت تزين الخدود الوردية ، أصبحَتْ الآن شاحبة منسيّة، لكنني متأكدة لم تكن نفسي هي الخاسرة شئت ام أبيت! أنت وحدك من خسر ، ثمة خسارة كبيرة ستفقدها لاحقًا و حتمًا ..
و رحتُ أخيرًا أسيرُ في دربي متناسية ،مُثقلة بقلبٍ همٍ و حزنٍ و جزع، أم عن الحبِ ، ذاك الذي يُدعى حبٌ من طرفٍ واحدٍ قد أغرقني في عالم الوحدة الذي من الصعب الخروج منه..
بعد هذا كله لم يكن ندمي على المشاعرِ التي منحتهُ إياها ،إني ممتنة لإخلاصي اتجاه مشاعر الطرف الاخر..
وفي نهاية ِالمطافِ علينا المحافظة فقط على من يبذل جهدهُ لكي لا نبقى ذاك الطرف الخاسر الوحيد،
في وقتنا الحالي علاقاتنا كُلها مجرد وهم و كذبة !
مهلًا هل فقدت شغفي ، ربما فقدت إيماني بكم و ليس بالحب ، أعتقد بإن الأشخاص مجرد عابرين سبيل في حياتنا و نحن من نحمل العلاقات زيادة عن لزومها.. لندعها حتمًا ستنتهي أو سنربط بأسلاك حديدية مضادة لبعد القلوب والفراق.

إقرأ أيضا:طريقة عمل بابا غنوج

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رسالة إلى أوراقي، بقلم : رغد عماد مهنا/سوريا ، “نصوص نثرية”
التالي
دنيا الجموع، بقلم : صبا راجي حامد العساف

اترك تعليقاً