أمّاقبل ؛
فقَدْ دفَعَني الشّوقُ لحياتيَ الّتي كانت بينَ سطوركِ، أن أكتُبَ إليكِ مرسالَ الرّوحِ والعينِ ، وهذا المرسالُ هو القلبُ الّذي ينبضُ حبّاً بالكتابةِ .
أمّا بعد؛
فإنّي أشعرُ بالمرارةِ عندما أقفُ أمامكِ عاجزةً أن أخُطّ سطراً واحداً !
على الرُّغمِ مِن عَشراتِ الأفكارِ الّتي تجولُ في ذِهني ، والّتي تُضِلّ طريقَها عِند مُحاولةِ الذّهابِ إليكِ.
– النّصوصُ الغيرُ المُكتملة ، والمرميّة علىٰ أرضِ الغُرفةِ هي الدّليلُ علىٰ فشلِ جميعِ مُحاولاتي .
– في كُلِّ موقفٍ و ذِكرىٰ ، عندَ كُلّ حُزنٍ أو فَرَح كُنتُ ألجأُ إليكِ ؛ فأبُث لكِ هموميَ وأحزانِي ، سعادَتي وأفراحِي ، وأدسّ بينَ سطوركِ جميعَ أسراري ، فلطالما كُنتِ الأمينةَ الّتي لاتخونْ .
ولطالما أعتبرتُكِ مَلجئِي وملاذيَ الوحيدَ مِن بؤسِ هذا العالمِ الكئيب!
فإنّي واللّٰهِ ما هجرتُكِ ولا كرهتُكِ أو مللتُكِ..
لكن ؛ وقد خانني الإلهامُ ، وهجرَتني الكلماتُ ، وخذلَني القلَمْ.
ماذا يكونُ تبقىٰ لي؟!
قد تخلّو عنّي جميعاً في مُنتصفِ طريقٍ طويلٍ كُنت أرجو إكمالهُ معكِ.
ذهبو و هجروني كما فعلَ الجميع ..
لكن إطمئنّي ، فلا أظنُّ بأنّ العدالةَ الكونيّة ستسمحُ بهذا ..
لَنْ تسمحَ بأن يتجرّدَ كائنٌ مِن ملجئهِ و يبقىٰ وحيداً في الكونِ لاشيء لهُ سوىٰ البؤسِ والحُزن .
سأعودُ قريباً إلىٰ رحابكِ بإبداعٍ وفيٍّ ، وكلماتٍ قويةٍ مُخلصةٍ ، وقلمٍ مُبدعٍ يخطُّ علىٰ سطوركِ ألواناً مِنَ الإبداع .
” فإنّ أصعبَ مايمرُّ بهِ الكاتِبُ عندما تهرُبُ مِنهُ كلماتُهُ ويخذُلهُ إلهامهُ ‘.
| رَغد.
# هذا ليسَ بمُجرّد نصٍّ أدبي ؛ إنّهُ نابعٌ مِنَ الصميم.
Comments
0 comments