مقالات ونصوص متنوعة

لعنة ندم ، بقلم : أيسل وليد اللّوزي

اليوم الأول من معاناتي 
الموافق من تاريخ بؤسي الحادي عشرَ من أبريل

أستيقظت من سُباتِ العميق، الذي أعبر من خلاله إلى المدينة الخالية من الذنوب ، التي لم أحيا بها قط إلا وانا بين طياته، حفظت تفاصيل حجرتي التي أصبحت مهجعي ولا أستكين إلا وأنا بين أحشائِها، لاح أمامي جِدارَ غرفتي باللونين الوردي والأحمر القاني، وسريري الحديدي باللون الذهبي كالشمس الملتهبة، وكأن به سلاسل من نار تكويني وتأبى ان تحررني من الوصب، والغطاءُ الأسود الحالك الذي يلفني من جميع الجوانب كالكفن، يشهدون عل بقايا الإنسان الذي آلت عليه نفسي، أستنبأ الزمن التليد في كل نفس يخرج من بين شفتاي، لتزداد تمنياتي له بالعودة من جديد، أدرك تماما إستحالة خوض الحياة به، ومع ذلك يتبلور الأمل أمامي بأن أجد طريقة في سبيل الوصول إليه، لو أن هنالك آلة للزمن تعيدني إليه، آه وآه من جرح قلبي لو ابتغى نور عيناي وصحة جسدي والدم الذي يجري في عروقي، في سبيل أن أمحو الذنب الذي ارتكبته في حق عمري لوهبته إياها بلا تردد، لقد مللت حتى ملّ المللُ مني، فشعور الندم موحش، ينهش بروحي بلا رحمة ولا شفقة، لا أستطيع أن أستكمل حياتي بشعور الذنب الذي يدمي قلبي، أتدرون ما يكوي جسدي في كل ثانية ؟!
يقيني بأن حتى لو دار بي الزمن وأعادني إلى تلك اللحظة البائسة، التى أرغب وبشدة اقتلاعها من جذورها وكأنها لم تكن قط، أني سأعيد تكرار ذات الغلطة التي أرتكبتها، لإن الأمور لن تجري إلا كما هو مقدر لها أن تكون، جف قلمي وتمزقت أوراقي ولم يعد للسان قول ليبوحَ به.

إقرأ أيضا:نص نثري بعنوان كلُّ شيء يزعجني بقلم مريم عنتري

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ابحث عن عنوان ، بقلم : طارق أحمد رحمون
التالي
نفسٌ متعبة ، بقلم : هبة محمد غريز

اترك تعليقاً