مقالات ونصوص متنوعة

ابحث عن عنوان ، بقلم : طارق أحمد رحمون

في وهلة من الزمن، أو هي وهلات لا أدري، تنتابني فيها مشاعر مبعثرة، وبين ذهاب وإياب كانت تلك الأفكار تمتزج ببعضها كما تمتزج السوائل، هناك كنت متشبثاً بتلك الخشبة العائمة في وسط بحر لجي، لا البحر بحرٌ ولا مياهه كما هو الماء، إنما كنت أعوم على بعض التخيلات لا أكثر، هكذا هي حالي عندما أضع تلك الصخرة التي أحملها فوق جسدي على وسادةٍ لينة في ليلة هادئة إلا من ضجيج الأفكار، فكرة تخلع غشاء الطبل من مكانه فتقتحم حرمة العقل دون أي استئذان، ويا ليتها فكرة بل هي وابل كأنما تطبق نظرية الحروب على الدول الضعيفة، فهي عندما تنزل في العقل فعلى النوم السلام.
شعور فظيع عندما تجرب أن تعيش عمرك نفسه مرتين، على حساب عمرك الجديد، أووووه..! هل أنا حقاً شابٌ في الحادية رصاصة والعشرين إفراغةً من عمري، وأكاد أرميها كما سابقتها متماً بذلك الثانية والعشرين…هكذا بسرعة؟
لا أصدق، شعور مقزز، بل يبعث على الغثيان، أن تمر أيامك سريعاً وقد اعتدت أن تمشي مع كل أيام عمرك يوماً بعد يوم، ها أنا ذا قد مر الزمان بي مسرعاً كما كنت مرةً أفكر ، فيما إذا أصبحت في الثانية والعشرين ماذا سأكون حقاً، كان من المستحيل أن أتوقع أن ينتقل الزمان بي بهذه السرعة ، حقاً لقد أجاد التحايل علي وحصل على علامة الامتياز ، لا أستطيع تصديق ما أنا عليه، لقد تبعثرت جميع الأفكار، وتكسرت جميع المؤشرات، لم يتبقَ سوا بضع أشهر وأكون بين فئة عمر جديد مع أني غير مستعد تماماً لما سيحدث، يبدو أن عمر الآحاد سأعيشه نصفياً فقط، يبدو أن لعنة السنة الجديدة قد أصابته كما أصابت غيره.
يبدو أنني أحتاج لجلسة علاجية، فعقلي قد فقد الاتصال بالإدراك، وجميع شبكات التفكير قد تعطلت بسبب عاصفة الصدمة التي تعرضت لها، لقد ماتت فيّ خلاياً وحلت مكانها خلايا جديدة، كأنما هي قنبلة مسحت كل شيء وحل مكانها أثر جديد، أما عن نفسي فأنا ذلك الذي شُرِّح دماغه أمامه وهو ينظر إليه بعينين جاحظتين، لا هو مدرك ماهذا الذي أمامه ولا عالم بما يحدث.
كل ما هنالك أن الحقيقة مؤلمة.

إقرأ أيضا:طرق المحافظة على صلاة الجماعة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
المقبرة ،بقلم :نورا منصور الصلاج’نصوص نثرية
التالي
لعنة ندم ، بقلم : أيسل وليد اللّوزي

اترك تعليقاً