مقالات ونصوص متنوعة

نفسٌ متعبة ، بقلم : هبة محمد غريز

مرحباً يا حزن .. لقد أرسلوني إليك مجدداً ..
ألا يكفيهُم هذا يا حُزن ؟
قتلوا كلّ شيءٍ ينبضُ بالحياة بداخلي .. أجبروني على التخلي عن كلّ أحلامي.. أحرقوا كلّ طموحاتي ..
أجبني ألا يكفي هذا ؟
أصبح داخلي كالصحراء القاحلة ..وقلبي أصبح أشدُّ سواداً من ظُلمة الليل..
كلّ هذا جرّاء أفعالهم السيئة التي يظنونها عاديةً..
أجل هي كذلك في نظر من مات ضميره..
لا بأس بالهبوط يا دمعة…
أنتي صديقتي الآن .. أنتي صديقتي ..
أتعلمين لماذا ؟
أنت أفضلُ منهم تكونين رفيقتي دائماً ..عندما يجلدونني بأفعالهم الغبية تلك ..تأتين لزيارتي كلّ ليلةٍ .. هذا لطفٌ منك ..
لماذا يفرون مني يا صديقتي ؟ هل أنا وحشٌ أم ماذا ؟
أنتي صديقتي اخبريهم أنني إنسانٌ .. أخبريهم أنني أبكي كلّ ليلةٍ على وسادتي ..كيتيمٍ اصطحبه صديقُه في جولةٍ للتسوق مع أمه..
أخبريهم أنني لم أعد معتاداً على عدم البكاء ليلاً ..
أخبريهم أنهم جعلوني أكره نفسي لأنني تصرفتُ معهم بطيبةٍ …
لقد جعلوني آلةً دون مشاعرٍ طيبةٍ يا دمعة ..
هناك شيءٌ بداخلي يجعلُني أنهارُ بالضرب على جدار غرفتي دائماً … شيءٌ يزدادُ قوةً شيئاً فشيئاً …
شيءٌ زرع في عقلي رغبةً مخيفةً في قتل أحدهم …
– لكنك قتلت نفسك وقلبك ألا يكفي هذا ؟
– لا لا يكفي هذا .. لا يُشبعُ جوع هذا الشيء الغامض بداخلي .. يا دمعة ..
إنه يرغبُ حقاً في قتل أحدهم ..
كنتُ أكتمُ وأُصارعُ الحزن دائماً .. لكن اليوم النّصرُ له …
فليصبروا على ما صنعوا مني..
أنا لن أسجُن هذا الشيء أكثر..
سأجعله حُراً عما قريبّ..
حسناً هذا يكفي يا دمعة.. عودي ليلة غدٍ مرة أخرى .
الأردن

إقرأ أيضا:اسباب تنميل اليدين

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لعنة ندم ، بقلم : أيسل وليد اللّوزي
التالي
طفلة ، بقلم : فردوس محمد غراغير

اترك تعليقاً