خاطرة

صغيرتي , بقلم :عوني محمد وائل المسراوي “خاطرة “

صغيرتي سيأتي الموتُ، ويقبّلُ عينيكِ، لا لشيئٍ إلّا لأنّني أحبّك، أنا لا أتلقّى الطعناتِ في جسدي، أنا أتلقّاها بمن أحبّ. لذلكَ رحلتُ يا صغيرتي، لئلّا أخسرك، ابقِ بالزاوية، شاهديني أشتعلُ، سأضيئُ لكِ الليل لترحلي، لا تبكي، رحيلي محتومٌ، أمّا هلاككِ اختيار، ولن أضحّي بكِ.. في جنازتي سيقولونَ الكثير عن حياتي. حسناً أنتِ تعرفينَ أنّ معظمها محضُ تفاهاتٍ، والباقي مبالغات، إيّاكِ أن تقولي حرفاً واحداً لهم. عندما تنتهي الجنازة اذهبي لبيتنا القديمِ. في خزانتي يوجد صندوق خشبيّ قديم، أعطتني إيّاهُ جدّتي، موضوعٌ عليهِ قفلٌ آليّ، كلمةُ السرّ هي اسمكِ ثلاثُ مرّاتٍ متتالية، افتحيه، هناكَ ظرفان، أحدهما أبيض والآخرُ أبيض بشريط أحمر. الأبيض أوصليهِ لأمي، أمّا الآخر لكِ، افتحيهِ بعد الجنازة بثلاثة أيّام، فيهِ رسالةٌ كتبتها قبلَ أن تحبّيني. كنتُ أعرفُ أنّ الموت سيزورني قريباً، لم أكن سأحبّكِ، لكنّ هزيمتي الوحيدة كانت أمامَ عينيكِ يا فتاة. تلك الرسالة تخبركِ عن مدى حبّي، بعد أن تقرأيها، احرقيها، واحرقي كلّ ذكرياتكِ معي. الإنسانُ مُقيّد بذاكرته، وأنا لا أريدُ تقييدكِ، أريدكِ أن تكوني حرّةً يا صغيرتي.


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
هنا قلبي يا أمي , بقلم : شيماء أسامة الناصر”نصوص نثرية”
التالي
بمناسبة عيد الحب, بقلم : روعة عبدالرحمن ابوبكر “رسائل أدبيّة “

اترك تعليقاً