مقالات ونصوص متنوعة

اعتراف ، بقلم : أريج محمد أبو فردة

حسناً يا جوان أود أن أعترف
لم يعد بمقدوري أن أبتلع كل الكلام الذي كان يجب أن أقوله مراراً لأجلك بالرغم من إيماني بأنك ستتركني ولكن لا حيلة لقلبي بكلامٍ يكبر ويتجاوزني.. ثم يندفع إليك كسرب فراشات لا أقوى على صدهِ أو تجاوزه… لقد تمكنت من قلبي من أول مرةٍ قلت بها “عمتِ مساءً سيدتي” ثم ابتسمت راحلاً لقد اختطفت كومة أفكاري التي أفقدها إلى الآن لم أكن أعلم أنك سارق من أول لحظةٍ عانق فيها نظري إياك… لقد كنت وديعاً بطريقة جعلتك ملفتاً إلى حد كبير…
أود أن أشاركك أسراري كلها
أيمكنني حين أكتب إليك أن أناديك “حبيبي” أو حتى باسمك دون ألقاب أو تكليف كما أفعل أو أتعمد فعله كي أترك مسافة خالية لكلانا!… أأُناديك ضلعَ قلبي! أو رجل أحلامي! أو حتى فارس تفاصيلي الصغيرة!
كنت أود أن أخبرك بأن كلماتك تصنعُ يومي كله… تُبدل سقف غرفتي الصغيرة إلى فضاء وجدرانها إلى حقولٍ وحديقة سرية،حتى سريري يصبحُ بساط الريح،وثيابي البسيطة تبدو كفساتين الاميرات.
حديثك يهَبني أجنحةً بيضاء عظيمة، وطوق ملاكٍ وديع.
تُفتحُ نافذةٌ صغيرةٌ من صدري وتطير فراشاتي إليك دون حديثٍ أو تكلف،وكأن كل فراشات الأرض تخصّك وأنا إحداها!
أتدري كيف يتحول الشتاء إلى ألوان الربيع كلها!
أو كيف تمسي ألواننا الرمادية عاصفةً مَهيبة من ألوان الطيف!
أو كيف يمسي قلبي حديقة وردٍ بحضور صوتك!
أترسم تفاصيلي كما أفعل أنا بتفاصيلك الصغيرة!
مثلاً اتركك تتحدث وأقوم بتسجيل صوتك الموسيقي لأجعل منه منبهي! وأرسم حركة يديك وأنت تتحدث إلي،ثم تراني أُجيب بنفس كلماتك، أضحك كما ضحكتك، أستعمل ألفاظ العطف خاصتك، أكتب بذاتِ أخطائك الإملائية بالرغم من أنني أكره هذا،أحب وجهك،شكل لحيتك،نصف إغلاقة عينيك، شكلُ حاجبيكَ وأنت غاضب،نبرة صوتك وأنت تناديني، إبتسامتك الغامضة الواضحة،حركات يديكَ العفوية،والمفتعلة.
أتدري أنني كتبتُ كل المواعيد التي لقيتك فيها،توقيت رسائلك الصباحية، موعد مهاتفتك لي،حتى موعد عُبوس وجهك، موعد غضبك مني، رسائلي المجلة، ومسودات رواياتي إليك.
لربما حين تصلك رسالتي هذه ستكون آخر ما تقرأ لي.
لك دفترٌ مُخبأ داخل وسادتي،فيه كل ما يخصك قد يكون إرثّيَ الوحيد.
 أتدري أنني أكتب نصوصي التي تخصك كلها بسريةٍ مُطلقة! فالحب جريمةٌ يا عزيزي،جريمةٌ يُعاقبُ عليها قانون بيتنا الصغير، جريمةٌ عِقابها قد يكون صفعتين على الوجه أو يزيد،لربما يمكنني احتمال هذا وإنما غضبك أنت وبعدك فليس بيدي حيلةٌ أو احتمال بهذا.
 لا عليك…
كل الأشياء كاملةٌ إن لم تمسّك أنت
ماذا تود مني أن أخبرك بعد!
ألن تفهم شيئاً من أحاديثي المُبتذلة، ألفاظي الرقيقة،بكائي المتكرر في رسائلي، حبي الذي أرسمه بالكلمات وأغنيه بصوتي وأناديك بهِ!
هل لي باستفسار بسيط يخصُ روحك التي أحب!
أيضايقك أن تحبني!

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم بصائر احمد عبدالله الفقية

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وجه آخر ، بقلم : هناء عمر النصيرات
التالي
دراسة ، بقلم : سالمة هويدي اعنيزة

اترك تعليقاً