مقالات ونصوص متنوعة

أحياءٌ ميتون، بقلم : محمد الفرج ” نصوص نثرية ”

أحياء ميتون
لقاءٌ جديد
مع موت جديد
لميتٍ جديد
بثوب جديد

ولا جديد
سوى الجديدين
في تناوب كما الأيام
———
كانت ساعة الغسق
الموعد الأخير
واللقاء الأخير
فكان لقاء
من نوع آخر
فالتقى بموته باسماً
وكأنه لقاءٌ غرامي
———-
الموتى سواسيةٌ
في الموت
فالموت
واحد
واللقاء
واحد
والفراق
واحد
والطرقُ
شتى
——
سيبلغنا الموت
جمعاً أو فرادى
في خريف زاهر
أو صيف زاهر
أو ربما في شتاءٍ حار البرودة
وسنصبح ذات يومٍ
لا السماء سماؤنا
ولا الأرض أرضنا
سيسرقنا الموت فجأة
على شكل ساعي بربد
أو حبيببة قديمة
أو على شكل رجلٍ عجوز
وربما عن طريق
دعوة أمٍ خاطئة
وسيبقى مرقدك مجهول الطريق
خالياً من الإشارات والرموز
فلا أنت أنت
ولا الطريق طريقك
وسيصبح القبر ليس قبرك وحدك
سيأتي من يشاركك القبر
ولا يشاركك النعيم أو الجحيم
———-
ستداوي ألمك
وحدك وحدك
لا صديق ٌ حميم
ولا أرملةٍ ثكلى
ولا طفل يتيم
ستكون وحدك
في هذا المعتقل
كما صوروه لنا
هناك إن إنكسرت
أو إنتصرت
لا أحدٌ يراك
إلا نجمةٌ شهيدة
وقمرٌ فقيد
——
ستنسى كما نُسي الأولون
فلا تظن بموتك تكون حكراً
على أحد
فالنساء سيتزوجن
ولأطفال سيكبرون
والرجال سيخونوك ويشيبون
ولا أحدٌ سيبقى كما عهدته
قبل الموت سوى قلب أمٍ
قد أضناه التعب
وطار إليك
بكلا جناحيه ليواسيك
ويربت على ألمك

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
راحلة أنتِ، بقلم : محمود محي الدين قاسم/سوريا “نصوص نثرية”
التالي
ملامح مشوهة، بقلم : هبة الله باسم الأحمد

اترك تعليقاً