مقالات ونصوص متنوعة

ملامح مشوهة، بقلم : هبة الله باسم الأحمد

لا تسألني عن حالي، دعك مني، لا تسألني عن السواد تحت عينيّ، فهذا السواد أصبح من ملامح وجهي الأساسية، لا تكترث إن رأيت وجهي شاحب ومصفر فقد أصبح هذا اللون هو اللون الطبيعي لوجهي، وقد اعتاد الجميع على رؤيتي بهذه الهيئة، لا تهتم إن كان صوتي قد بُح وكاد أن يختفي، وكأن حبالي الصوتية قد تقطعت، فقد اعتاد جميعهم على هذا الصوت، دعك مني إن رأيت يداي ترتجف، لا تخف إن رأيت أنفاسي تتقطع تارة، وتارة تتعالى وتنخفض، وتارة تختفي لبضع من الثواني، فهذا كله طبيعي بالنسبة إلي، لا تتفاجأ من منظري وشعري غير الململم والمبعثر لحظة استيقاظي من نومي، فأنا في الدقائق الأولى من بداية استيقاظي أحاول أن أستوعب من أكون، وأين أنا، وأحاول أن أعرف بأي يوم أنا، هذه الدقائق القليلة التي أكون فيها  وكأنني فاقدة للذاكرة من أجمل اللحظات في حياتي، أشعر بها بالراحة ولذة الحرية، ولكن للأسف ما إن تمضي ثلاثة دقائق إلا وأكون قد تذكرت كل شيء عني، ولحظة عودتي إلى هذا الواقع أشعر بالاشمئزاز والقرف، تبًا
لا تسألني عن سر نظراتي للسقف وشرودي به، لأنني أجد في هذا الشرود عالمي الضائع المتخفي ما وراء الأمنيات والأحلام البعيدة والضائعة شبه مستحيلة التحقق، أجد في هذا الشرود مهربي الوحيد من هذا الواقع المرير إلى أرض أحلامي، لا تستغرب إن رأيت الدمع يقف على أطراف عيني، ومع كل نسمة هواء تلامس وجهي يتساقط الدمع من عيني، كالمطر الذي يتساقط من الغيوم، يجب أن تعتاد على وجهي الشاحب وخربطة كلامي وإصابتي بالتلعثم بين الحين والآخر، دعك أيضًا من نزلات البرد التي تصيبني بين الحين والآخر، وإحساسي بالبرد الشديد فقد أصبح هذا الشيء هو جزء مني، لا تتعجب وتستغرب من شيء، يجب أن تعتاد عليّ هكذا.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أحياءٌ ميتون، بقلم : محمد الفرج ” نصوص نثرية ”
التالي
طريقة عمل الجلاش باللحم المفروم

اترك تعليقاً