مقالات ونصوص متنوعة

لأنه الله، بقلم : سلام الشيّخ محمد ” نصوص نثرية “

لأنّه اللّه
كلِّ مساءٍ
 كنتُ على موعدٍ مع اللّه، على سجّادتي؛ أفترشُ طمأنينةً أقسمتٔ الحياةُ ألّا تمنحني إيّاها، كنتُ أتأوّهُ، ركلات جنينٍ يعبثُ في أحشائي، يركلني فيخفّفُ من وطأةِ خيبتي في هذه الدّنيا قبل أن أستبشرَ به، ليعيد فرحةً هجرتني في العشرين من عمري.
 أرزحَ الهمُّ كاهلي بينما كنتُ أنتظرُ وليدي، دعوتُ اللهَ أن يهبني طفلاً يبحرُ في سفينةِ أحلامي، لكنْ ومع كلّ مرةٍ كانتْ تتراءى لي دعواتي وهي تصعدُ سلّمها إلى السّماء وما إن تصلْ إلى المبتغى حتّى تتهاوى وتعودُ وإلى قلبي بألمٍ جديد.
 كلّلتُ أمنياتي بالرّجاء وأرسلتُها مع وميضِ الشّهب، لكنّها كانت تسقطُ أرضاً لتتنتثر في كلّ مكان مزهرةً شؤماً حالفَ طالعي مذّ ولادتي.
 حفظتُ سورةَ”مريم”عن ظهرِ قلب حتّى بتُّ أردّدها في منامي، يقين ما في داخلي بثّ الأملُ لتنتشي شغافُ قلبي من جديد، دعوتُ اللّهَ كثيراً بأنْ أرزقُ بطفلٍ يلوّن سماء حياتي ويضيفُ اللّمسة الزّمردية إلى زاويةٍ ما من مشاعري، في إحدى الأمسياتِ بينما كنتُ أجلسُ على الأريكةِ فأطربها حيناً بأغاني الأطفال، وحيناً آخر أعزفُ سيمفونية الألم على بيانو اعتزلتْ أناملي مفاتيحهُ البيضاء بعدَ أن أبلغتني الطّبيبة ُبوجود مشكلاتٍ تعترضُ حملي
 جلدتني الحياةُ بسوطها كلّ لحظة، ورمتْ بغلّها في حنجرتي لأصحو كلّ صباح على أنينٍ يخرجُ من حنجرتي ودموع لا تغادر
 مقلتي، دعاني القدر الّذي كنتُ أخسرُ في كلّ جولاتي معه إلى لعبة جديدة، ساقتني قدماي إلى الطّبيبةِ النّسائيّة”أمل”
بعد فحص استمرَّ لربع ساعةٍ ضاعَ معها نصف عمري في الانتظار حصلتْ المعجزة
_سيّدتي أهنّئكِ إنّك حامل
شعرتُ بشذى فواح ينبعث من رحمي، انثيتُ على نفسي وأنا أخفي دموعاً هربت خلسةً من محيطِ الفرح والغبطة
لمْ أجب الطّبيبة من هول الصدمة، تحرّكتُ بخطواتي المتأنّية خشية على الرّوح التي تقبعُ داخلي لأهزم القدر بفرحةِ استجابةٍ
لقد استجاب
لم تتلاشَ دعواتي
عانقتُ الأرضَ خاشعةً، سجدت… أظنُّ ساعةً أو اثنتين أو أسابيع
لا يهمّ
لقد استجاب
لأنّه الله

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أوهام، بقلم: ايلاف مفلح المحاسنه،”نصوص نثرية”
التالي
دعاء الزواج من شخص معين

اترك تعليقاً