مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم شذى ياغي

(( غُرَبَاءْ ))

تَنَالُ مِنَّا الحياةُ أَحيانًا وَتُوعِزُنَا إِلى مَا ليسَ فِينا ورُبَّما كُنَّا مِنْ أَشَدِّ المُسْتَنكِريْنَ له ،، فَنَظهَرُ أَمامَ أَنفسِنَا غُرَبَاءْ ،، مَنْ نحن ؟ كيف فَعَلنَا ؟ كيف قُمْنَا بذلك ؟ مِنَ المستحيلِ أَن يكون هذا أنا !!!
نَجْلِسُ أَمامَ أَنفسنا لِنُبَرِّرْ أَفعالنا ،، لِنقول حصل هذا ردُّ فعل على هذا ،، نُجْبِرُ أَنفسنا على تصديق تلك الخزعبلات التي تراود أَذهاننَا مُبَرِّرة كل ما يصدر مِنَّا مِنْ أفعالٍ خَارِجة عَنْ فِطرتِنَا النقِية ،، نَقِفُ أَمامَ أَنفسنا عاجزين عن التبرير أَو التعبير ،، ونُغَالِطُ أَنفسنا في بعض الأَحيان ،، ( لِنقول هذا ما شاءت به الأَقدار ) .
ولكن ليس مِنْ ضمن استعداداتنا أَبدًا أَنْ نُلقي اللوْمَ على أَنفسنا ونقول ( هذا من فعل يدي ) ،، نَمتلِك أَنفُس شديدة النرجسية ،، مُتَعالية لا تَعتَرِف باِلخطأ ،، وَلا تهتم بِالنتائج ،، هَمُّهَا الوحيد التباهي .
وَمِنَ الطبيعي هناك مَنْ رَأَى تَناقُضًا بِمَا سَبَق كِتَابته ،، فَكأَنني بِالبِداية قُلت أَننا نَستنكرُ ما نَفْعل وَمِنْ ثم قُلْتُ أَننا لَسنَا على استعداد أَنْ نُلقي اللوْمَ على أَنفسنا بهذا ،، وهذا مَا يُوَضِّح لَنا أَنَّ هناك صِراع دائم نَعيشه داخل أَنفسنا .

هناك النَّفسُ الفِطريَّة التي تَستنكر كلّ ما يُؤذيها وَيُؤذي نَقائها ،، وهناك النَّفس الدُّنيوية وهي التي تَصنع كلّ مَا يَتماشى مَع أَهواءها دُونَ الإِلتفاف وَالاهتمام بِما يَدور حَولها وَمَا هو الضرر الذي تَسَبَّبَتْ بِه ،، فَحَقيقة الأَمر تَقول : نحن لَسْنَا بِهذا السُّوء وَلَسْنَا بِهذا البُؤْس ،، نحن أَتَيْنا إِلى هذه الدُّنيا أَنقياء ،، نَمتلك قُلوبًا بَيضاء ،، وَلكن هُناك مَنْ جَعل نَفسه طُعْمًا لِمَطامِع الدُّنيا حتى أَصبح غَريبًا حتى عَنْ نَفسِه ،، وَهُناك مَنْ قاوَمَ تِلك المَطامِع وَفَضَّلَ الاحتِفاظ بِنَفسِه الفِطْرِيَّة النقِية وَمَا زَالَ صَدِيقًا مَع نَفسِه ،، فَما أَكثر الصِّنف الأَول ،، وَيَا نُدرَة نَقِيضِه ❤️

إقرأ أيضا:إنشاء حساب في الياهو

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كتاب مختلفون إعداد ميس عزام عالية
التالي
كتاب من الأبلقِ نُسجنا

اترك تعليقاً