مقالات ونصوص متنوعة

كلمات في حُبّ الصباحات، رغد محمد خليل، “نصوص نثرية”

 أصحو بكلِّ ما فيَّ من مَسرَّة ، أشرَعُ اكتافي افرِدُها كجَناحيّ طَيْر لِرَيْعانِ كُلِّ يَوْم ، أُشيِحُ عنّي غِطَاءَ الليل و أُحرِقُه ،
أُزيحُ النجُومَ الشائعَةَ عَلى ثَوْبي كالتُّراب ، الوَداعُ للظُلمَةِ بِسُجودِ الفَجر و أترُك مَسكَنَ القمَر شاغرًا وَرائي ، أجمَعُ خُصَلَ الليلَ في شَعري وأُرقِدُهُ ، أرتَدي الصبّاح عَبَاءةً من عَبَق ، أفتَحُ بابَ اليومِ أدخلُ فيه ، و أحمِلُ في جَيْبي كُلَّ جَوَارِحي ..
أرتَحِلُ لعالمٍ أوِدُّ جَميعه ، أشتري فيه شَرابَ هُدُوئي وخُبزَ أمنِياتِيْ …
ابتلِعُ هَواءَ قُوّتي في بَطني حتّى مِلأَهُ ،ألبِّي دَعوَةَ الرّفاق .. مقاعدُ كثيرةٌ يَشغلَونها ، القَهوةُ تَرمُقُني بنظراتٍ مفعمةٍ بوجوه الحُب ، كُتُبي وأشعاري تَتهامَسان ، في خيوطٍ من الكَلِمات تتعانَقان ، أفكارُ سُلَّمِ النجاحِ حاضرةٌ بكُلِّ ثَبات
ضيوفٌ من أعوامٍ فائِتة ، تَجلسُ مُرتَدِيةً أوشِحةَ مقاطعي الكلاسيكية ، و كاظم على هيئة أغنية …

أُرجوحَتي ، حاضِنةُ أحلام اليقَظة ، تلوحُ فرحًا كأنّها تُصفق،
ونُسَخي المُستقبليّة المُحسّنة تترقبُني أن اقودَها ، كسفينةٍ تفتحُ أشرِعَتَها على كاملِ مِصرَعيْها ، تُبحِرُ في بُحورِ الأيام ، تشغلُ أولى المقاعِد ،
أصعدُ وثِقَتي تَصطفُّ على رأسي كطَوابير ، لأُدلِي خِطابي على مِنّصة الشُّروق، أشكرُ الشّمس وضُوئَها ،
العَصافيرُ والمُنبّهات المُتتالية ، التي تلفِتُني لموقع مَجدي ، أقدِّسُ الصبّاحات وحَشوَتها الغنيّة بالوَجْدِ ومُشتقاته ..
أُجددُ إيماني بأنّي قادرة ، أغزِلُ لأيّامي أثواباً حَريريةً مُبَجّلة ، أُكللها بالأمل واتعَهدُ بجَعلِها مُختلفة ومُتَشابهة ، وَجهُ الشبهِ فيها عَظمتها وأنّي فتاةٌ واحدة صَنعت كُلَّ هذه الأيام ورَونقها .
بقلم: رغد محمد خليل

إقرأ أيضا:فوائد زيت الثوم للشعر

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الشاعر والكاتب نزار قباني
التالي
كيفية القضاء على البق بشكل دائم

اترك تعليقاً