غِنى فقيرّ، بقلم : غالية إبراهيم أبو سويد ” نصوص نثرية “

نعتو الفقير بأقسى المفردات ، اقتلعو الرحمة وللظلم هم صُحاب ، عاملوھ باللا وجود ونسو بأن من عاب ابتلى وبأنهم جميعاً مخلوقات الرحمن حيث القادر على تسيير أيٍ كان .
تزوج من بالفقر ابتلى ببنت أصل ولمن بالخُلقِ قد اعتلت ، بنوو بيتهم بطوب العزة وبالحُبِ قد صبوھ ، بعفشٍ من الصبرِ ملؤوھ ، وقوتٍ بنكهة التعب من سهر الليالي قد جلبوھ ، بصلاتهم أناروھ وببساطتهم زينوھ .
انجبو من زينة الدُنيا إثنان أرضعوهم حناناً وغنو لهم أجمل الألحان لينامو مطمئنين ، ترعرعو على القوة وبالدلال تهدبو ، بحُبِهم اهتدو ، وعلى الشايِّ والزيتون كَبروا ونمو ، بـِضوء القمر وتحت شعاع الشمس تعلمو ليرفعهم القدر إلى حيث نامو حالمين .
صُبغ لون قلوبهم على شعورهم واعتلى الكِبَر ملامحهم ، زاد حبهم ولم تتمكن مساوء الدنيا من مفارقتهم هكذا وصف إحدى الأبناء والديه بحفل تخرجه من كلية القانون .
حيث جاء عِوض الرحمن بعد سنين من الصبر وكثير من الحب ، فـهُم لم يكونوا يوماً فقراء اغتنو بالحُب وبأرطال من السعادة فزادهم الله فوق ثرائهم ثراء .