مقالات ونصوص متنوعة

كنتُ أظن ، مصعب عمر خيّاط

كنت أظنّ أن من يكسر قلمي المفضّل هو أكثر الأشخاص شروراً، وأنّ أعزّ أصدقائي هو أقدمهم، وظننتُ أن جميع المعلماتِ لئيماتٍ بعصاهنّ وصوتهنّ الحاد، وأن المدرسة هي أكثر مكان يمكن أن يعرضني للألم، كنت أظنّ الحبّ مجرد إعترافٍ أضعه على ورقةٍ لك مع قلب يخترقه سهم براءتي، وأنّ البيت الذي أرسم له مدخنةً ونافذتين مع الشمس التي تخترق طرف الورقة هو الأدفأ، كنت أظنّ أنّ تعرضي للظلم والتنمّر هو بطولة، لأنّني سأنتصر في النهاية كما يحدث في البرامج الكرتونيّة، وكنت أيضاً أكتفي بأن أحلم بمستقبلي لأصيره، كنت في الواقع أشاهد لا أمثّل!، كنت أظنّ الكثير من الأمور المثاليّة التي ترتدي قناع البساطة،
بهذه السهولة التي أظنّها كنت أتخيّل الحياة، لم أعرف أنّ الحياة نكتةٌ سخيفة.
في أنّها ليست قطعة واحدة، إنها أجزاءٌ كثيرة، كل شخصٍ يأتي ومن ثمّ يرحل مع جزءٍ منّا
كل صديقٍ خذلنا يجرّ وراءه قطعةً من قلوبنا، كل فراقٍ يأكل جزءاً منا دون عودة، يلتهمه بكل شراهة، كل حلمٍ يتحطّم يمزّق شغفنا، كل عزيزٍ يتغيّر يجبرنا على الرحيل وترك تذكارٍ له من جسدنا، كل غائب..ٍ يتحول لغريبٍ يعرف الكثير عنّا!
أرى كم هي الغربة مؤلمة، أن تجعلني الحياة غريباً أفتقد قطعاً منّي.
إنّها كنكتة تكمن سخافتها بأنّنا لا نستطيع قولها دفعةً واحدة، بل على مراحل،
وقد يضيع جزءٌ منها، نكتة.. لا نضحك عليها أبداً!
قد نبكي، وربما نصمت، لكن من المستحيل أن نضحك!

إقرأ أيضا:خاطرة بعنوان (لا تحزن) بقلم رغد محمد زعطوط .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
غِنى فقيرّ، بقلم : غالية إبراهيم أبو سويد ” نصوص نثرية “
التالي
ضياع، بقلم: ماسة بطمان، “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً