خاطرة

دقائق وثوان ، بقلم: سلسبيل ضرار العزام

 اثنى عشرَ دقيقةً وسبعةِ وثلاثونَ ثانيه .
كانت كفيلةً بأن تزرعَ ورداً بينَ أحشائي وترويهِ وتقطفهُ في نفس اللحظة ,
تُبتَرُ يدي وتُخيطُ نفسَها بنفسِها ، أنتزعُ أضلُعي كما لو أنها ليستْ مني ، أدوسُ على تلابيبِ قلبي وأبكي بحرقةِ اليتم ، أستنشِقُ دُموعي الى الداخلِ وألفُها بلحافٍ مثقوب ، تتسربُ الدموعُ وكأنها جدولٌ رقراقٌ وتتفلتُ من بين أصابعي ، اُداوي قلبيْ بهذهِ الطريقة بكلِ مرةٍ تقتربينَ وتعودينَ للبعدِ وكأنهُ خليلك ، يُداعبُ صوتَكِ الضاحِكَ مبسَمي في كُلِ اسبوعٍ يُطالعُني فيهِ ورُبما أسابيع ، أدورُ في حلقاتٍ فارغة , وتُطالِعُني الاسئلةُ كإشارة استفهامٍ كبيرةٍ تتربعُ في وجهي ، بأن اين انتِ الان ؟
ولماذا تُجافيني وتُجافينَ نومي ؟ أين احضانُك الخفية التي كنتِ تُرسِلينها مع كُل كلمةٍ او رسالة ؟
أين انتِ من خرابي الذي أُعمِرهُ بعدَ كُلِ مكالمة ؟
أرضي الجرداءُ تُزهرُ بَعد كُلِ حديثٍ يجمعنا أُطالِعُ نفسي في المرآةِ لأرى اجنِحتيْ الخفية , أجنِحتي التي مَددتُها لكِ وكأنكِ إحدى فِراخي الصغيرة ، مددتُها بكلِ صدرٍ رحبٍ ونفسٍ راضيةْ ، عاهدتُكِ على البقاء وما زلتُ أبقى ، يُنتفُ ريشي في بعضِ الاحيانِ ولكن بقربُكِ ينمو ، راضية بكلِ ما يأتي منك وفي حال أصابني التعب ، أُجرجِرُ أقدامي بتَهدُلٍ الى الوراءِ الى حينِ عودتك ، راضيةٌ أنا وكأنَ ما على الارضِ وقلبي لكِ ، وأقولُها للمرةِ العاشرة , أدور في حلقاتٍ مفرغة ، كُلُ من يُطالعني يسألُني اسئلةً غبيةً لأُجيبهم بأجوبةٍ أغبى ، كأن أقول لم نعد نَشرَقُ بنفسِ الهواء  ، وكُسِر ما بيننا وكأنه جِرار
لأعود حاملاً عتابي الأجوف وأجوبتي  الجرداء , محملاً بأسئلتي الباهتةِ وقلبي الجريحِ على قدم عرجاء , لكنني عائدٌ يا صغيرتي شُعلةٌ تحرقُ نفسها لتضئك مهما مر عليكِ من بهتان  .

إقرأ أيضا:نبض قلبي على عتبات الوطن، بقلم:عبير فنفور، “خاطرة”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كورق الخريف/بقلم:دانا ماجد الدعجة…”نصوص نثرية”
التالي
في طريقي، بقلم: سنا جمال سمرة ” نصوص نثرية ”

اترك تعليقاً