مقالات ونصوص متنوعة

أدب الرسائل ، بقلم : عمار عبد السلام ديب

عزيزي ديستويفسكي

لقد قلتُ ذات مرة في إحدى روائعك ” فلنغفر قبل كل شيء، فلنغفر للجميع ولنغفر دائماً، ولنأمل أن يغفر لنا الآخرون أيضاً. نعم، لأن كلَّ واحدٍ منا مذنب في حق الآخرين. الجميع مذنبون “
دعني الآن يا معلمي و في رسالتي الثانية لك أن أُكرر اعتذاري لتطاولي على حرمة كلماتك.. واسمح لي بأن أُدلي بدلوي مرةً أخرى.
في هذه الرسالة يا سيدي الفاضل سأتحدث عن الغفران في زماننا هذا وأرجو أن لا تزعجك مخالفتي فإني والله ما خرجت عن تعاليمك إلّا في هذه، كنت دائماً أوافقك الرأي وأسير على خطاك، لكنني يا معلمي الفاضل، لاقيت من غفراني الشدائد والبؤس والألم..
حدث هذا كثيراً وأرهقني إغفالي المتعمّد لأخطائهم التي لا تنضب..
في زماننا هذا يا سيدي، وفي بلادي بالتحديد، غفرانك المتكرر يدفع بمن تغفر لهم إلحاق المزيد من الأسى..
دعني أقول بأنّه وبالنسبة لهم دليل ضعفٍ لا سمو ودافعٌ للأذى لا مانعاً عنه..
حدث هذا معي كثيراً يا معلمي، فأمسكت بقلمي وكتبت على هذه الورقة المرتجفة هذه الرسالة التي وددت فيها أن أطلب منك الصفح عن عدم غفراني في القادم من أيامي..
كما أنني سأطلب ممن سيقرأون رسالتي إليك ألّا يغفروا وسأرجو منهم أيضاً أن لا يخطئوا.. فالدنيا مليئةٌ بالخطيئة ولم يعد هناك متسعٌ من الروح للتحمّل والتفكير في الغفران..

إقرأ أيضا:انهض ،بقلم:وفاء مصطفى البطوش

رسائلي_لديستويفسكي
سوريا

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
إحياءُ روح، بقلم: أحمد الخطيب، “نصوص نثرية”
التالي
أحبّك، بقلم: جودي عمار قللي ” نصوص نثرية ”

اترك تعليقاً