مقالات ونصوص متنوعة

إحياءُ روح، بقلم: أحمد الخطيب، “نصوص نثرية”

أتظنين إنيِّ سأبقى مَيتًا مِن دونكِ؟
أتظنين إنيِّ سأبقى مُستلقيًا أرضًا؟
ها أنا أقفُ وقفة عِزٍ وشموخ، ما كان ذَنبُ يديَّ لِتنزفَ بنزيفِ قَلبي، وما ذَنبُ عينيَّ لتدمعَ بِسبَبِ خَفقانِ قلبي.
هُنالِك فتاةٌ تَرقصُ على أغنيةٍ كلاسيكيةٍ بِأسفلِ تَرائِبي، أمعقولٌ أنها لَمْ تسمع الحشرجة أو ترى أثارها؟
ألم تسمع حنتمةَ قلبي؟
ألم ترى البُستان المهجور؟
 أو ذلك البيت المهدوم؟
والظلمةَ مِن دونِ نور؟
كسرتُ بِخاطِرها مِن أجلكِ، فَضلتُكِ عليها، والآن هي تُصلِّحُ الخرابَ والدمار بِرقصها، قَدْ أينعت ثِمارُ البُستان، وقَدَّ شُدَّتِ الأغصان.
ها هي تَخطو فوق جُثّتِكِ الهامدة، وتُنَظِفُ أثار الصدئ بَينَ أضلُعي، تتمايلُ بِخصرِها، وشَعرُها يتدلى ويُداعبُ أضلعي، قَدْ دخلت عريني كيف ستتأذى من عرينٍ لديهِ أربعةٌ وعشرونَ جُنديًِا؟
يَقف كُل جُنديٍّ يَحرسُ ضِلعًا مِن أضلُّعي، وهُم: الحُب، والطمأنينة، والخوف عليها، والإحترام، والشغف، والحنية، والرأفة، والتقدير، والفخر، والإخلاص، والحاجة، والتميُّز، والقرب، والتفضيل على النفس، والخوف من الفقدان، والغضب، والحزن، والبكاء، والشوق، والدفئ، والإبتسامة، وجبر الخاطر، والفرحة، والعشق.
قَد ذَهبَ منيَّ التوتر والإرتِباك، لَن تَجْثُ ركبتاي مُجددًا، ولَن تُهدم مملكتي، ما عادت رياحُ الجَوَى تَخنُقَني، قَدْ شُرِحَ صَدري، ماتت روحٌ بِداخلي، وأتت غَيرُكِ لإحياء ما مات معَكِ، فَلْترقدي بسلام.
أحمد الخطيب

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
مثلبةُ مُنتصفٍ، بقلم : سيرين جمال الرواشدة ” نصوص نثرية ”
التالي
أدب الرسائل ، بقلم : عمار عبد السلام ديب

اترك تعليقاً