مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بعنوان فراق فقيدي بقلم هند مصطفى أبوعامر

ذرفت عيناي عندما سمعت خبر وفاتك، انصدمت بذلك الخبر لأني كنت نائمة على أمل أن تصحو غدا وتكون بيننا، بينما كان الأمل بداخلي مقطوعا منك وصحوت بخبر وفاتك الذي صدمني، ارتجفت يداي، وأصيب هاجسي بصدمة قلبية وكأنّها طعنة سكين على ظهري من أحد أقربائي، قد شرب كأس مرارة الفقد، بدأ شريط الذكريات يمر عليّ، تكاثرت الأسئلة في رأسي، من سيكون سندي بعدك؟ من سينقذني من هراء بعض الناس؟ من سيمزح معي؟ أو بالأحرى من سأمازح؟ ومن سيقف معي في محنتي؟ أسئلة كثيرة بدأت تراودني ولم أجد لها أجوبة إلا أنت، لكن أنت الحل وانتهيت، كنت أكتفي بك يا ضلعي الثابت، ولكن ابنتك اعوجت بعدك، ابنتك كانت تلوح بيدها وتودعك بكل حرارة و شوق، ابنتك لم تجد لها سندا بعدك، بعدك لا أحد يا سندي، كنت أنظر إليك دائما والحروب بداخلك على أمل أن تفوز بها، كنت دائما تفوز وأرى الفوز بعينك، كنت صامدا شجاعا لا تهوى الصعاب، ولكن يا سندي عانقك الموت وتخليت عنا وتركت كلّ شيء وراءك وذهبت. صحيح أنت بعيد عنا ولكن قريب في قلوبنا، غيابك ينهش قلبي، فأيامي أصبحت مثقلة بالهموم وكأني أحمل جبلاً على كثفي، كنتَ صابرا رغم العواصف التي هبت على جسدك، أفتخر حبا أنني ابنة لرجل صابر، سأرفع رأسك يا أبي ولن أخدلك، وستبقي تربيتك وقواعدك تمشي معي للأبد، شكرا لأمي لأنها وقفت معنا وصبرت فهي الصدر الحنون لحل همومنا ومشاكلنا، لم تقل شيئا ولكن يكفي عيونها وملامحها يعبران عن حزنها الشديد عليك، صابرة مثلك يا أبي، ونحن أيضا سنكون صابرين وسنلتقي في الجنة إذا أراد الله، رحمة الله تغشاك يا سندي.

إقرأ أيضا:طريقة عمل رز بخاري

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بعنوان القُنْفُذ الجَّريحُ بقلم إيمان محمود الرحال
التالي
نص نثري بعنوان شتاء ديسمبر بقلم تقى أسامة بني هذيل

اترك تعليقاً