إنها ذات الليلة التي ارتبكَ فيها قلبي، وضاقت به السُبل، بالرغم من وجودِ قهوةٍ وكتاب وتدفئة وأوراقٌ مُبعثرة أرسم عليها ما أشاء، لكن هطول المطر على نافذة غُرفتي، صوت الرياح جعلني أذهب إلى ذلك الشيء اللامتناهي من عالم الاغتراب، سرحتُ به لعليّ أجد ما يأويني من هذه الغربة فلم أجد، زادت غُربتي غربة، وحيرتي حيرًا أُخرى، ومن ارتباكي صخبًا لم يُكن بالحُسان، إنه الشتاءُ الذي يُبعثر ما في داخلنا من مشاعرٍ مكبوتة تهطل من عيوننا مطرًا غزيرًا، وتبعثرُ الشوق والحنين لماضٍ قد بقي في مخيلاتنا، والشوقُ لمستقبلٍ مجهول وحاضر نسعى إليه بشوق، وحب لحبيبٍ قد ذهب مع الدهرِ رُبما، أو لشيء بقي أثره في فؤادنا، فما زادنا الشتُاءُ إلا حيرةً أُخرى
Comments
0 comments