مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم ليلى قرقور

هُوَ ذاكَ الحُبُّ الّذي يُقصيكَ عن الندمِ بعيداً جدّاً..
تقفُ أمامَ صناديقٍ خبَّأتَ بها كلّ الذكريات معه..
تبتسمُ قبل أن تشرعَ بالبكاء..
قبلَ أن يتشظّى الأملُ فيك ويصيرَ ألماً لا تعرفُ له مُسكِّناً أو دواء!.
لن تصمدَ طويلاً قبل الانهيار، ستفتحُ الأبوابَ والنوافذَ على مصراعيها لتفسحَ المجال للريح أنْ تلفَّ المكانَ بالفراغ عوضَ عطرِ من أحببت، لتثيرَ عواصفاً في نفسكَ لا تسكن!
ستبكيكَ كلُّ الألحانِ إذ أعادَتْ إليكَ صوتَ الحبيب، تدفعكَ للحزن كلّ الصور الّتي التقطتها وأنتَ ضاحكٌ بملءِ قلبكَ…
تحاولُ الهرب من الحياةِ بعدما كنتَ تسعى لتحياها بكلِّ ما أوتيتَ من أحلامٍ وأمنيات، بكلّ ثقةٍ أنّكَ ستلتقي بالغد الأجمل، الغد الّذي خدوعكَ على مرِّ الساعاتِ أنَّه قادمٌ..
عصفوري الصغير..
أعتذرُ أنّني سجنتُكَ بينَ أضلعي عامين كاملين..
أدنيتُكَ منّي حتّى صِرنا مزيجاً يصعبُ فصلهُ..
لم نتقاسمْ هذهِ الأيّام بل تشاركناها وغدا اليومُ ثمانٍ وأربعين ساعةً معنا..
ها أنا أفتحُ لكَ أبوابَ القفص كلِّها، فلا تعجبْ..
اقتربْ وانظر، كلُّ شيءٍ في الخارج جميل، ستعتادُ عليه سريعاً..
ستعرفُ أنَّ النسمات الباردة تنعشُ القلبَ كالحريّة..
ستدركُ أنّ السماءَ جميلةٌ بصفائها ورائعةٌ إذ تزيَّنَتْ بنجومها واكتملَتْ بقمرها..
ستغدو حُرّاً.. لكنّكَ ستحملُ بينَ جناحيكَ قلبي..
ستُحلِّقُ عالياً بعيداً عن الأرض عن الألم عن الخيبات..
ستلتقي بمن تشبهُ روحهُ روحكَ وتناديه “روحي”
ستُحَلُّ سيور قلبنا.. وعلى الأرجحِ تنتقلُ ملكيةُ قلبكَ لغيركَ أيضاً..
سأمضي أنا على جروحي.. بأقداميَ المتهالكةِ من الانتظار، وأجففُ دماءً نزفتها جنبي، وقلبي وعيناي..
لأركع أمامَ حزني..
لأقدِّمَ لهُ طاعتي..
فهل يعقلُ أن يكون على هذه الأرض بعدُ ما يستحق الحياة؟

إقرأ أيضا:فوائد الفاصوليا الحمراء

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بعنوان ‎حنين نجمة بقلم خالد عبد الرزاق نعمان
التالي

اترك تعليقاً