رغمَ عشقي لشوارعِ دمشقَ ،وتعلّقي الخاص بتفاصيلها ، إلا أنّني شعرت بها اليومَ مختلفةً تماماً ، لأوّلِ مرّةً أشعرُ أنَّ الأطفالَ في الحيَّ تجولُ بحثاً عن المشاعرِ وليس النّقود ،رغمَ أساليبهم الفظّة الّتي لاتُناسب مُعتقداتي ، لكن هذا الطّفل الّذي اقتربَ وقالَ : “عمّو اشتريلها وردة ، حق الوردة قد مابتحب هالصّبية ” ، إنّها وردةٌ مختلفةٌ ، لاتشبهُ الورد الّذي يجولُ بهِ الأطفالُ عادةً ، في هذا اليومَ لم يزعجني الطّقسُ الحارّ ، وبدّلتُ رأيي في شأنهِ ، الطّقسُ الحارّ لايعني سوءَ الحظِّ ، بل يعني محاسنَ الصّدف.
أتدري ؟! لأولِ مرّةٍ أشعرُ أنَّ الطّريقَ آمن ، رغمَ الازدحامِ المزّعِج الّذي يحرمني لذّة المشيَ بجانبكَ والحمايةَ بظلّكَ ،
قد اجتزتُ الشّارعَ كما لو أنّني أُحلّق فوقَ السّيارات ، تكفيني يداكَ في هذهِ اللّحظة.
إنها المرّةُ الأولى الّتي أجلسُ بها مع شخصٍ وأكشفُ جميعَ أوراقي أمامهُ ، وكأنني أخبرهُ أنَّ الكرةَ في ملعبهِ وعليه تخطّي مرحلة التّعارف السّاذجة ، حتى يوصلني لبرّ الأمانِ ،
لأوّلِ مرّةٍ أعودُ إلى المنزلِ بفرحةِ أمٍّ قد حصلتَ على غذاءِ أطفالها اليتامى ، دونَ جُهدٍ يُذكر ، قد حصلتُ على غذاءِ قلبي لأشهرٍ طويلة ?☄
#رغد_سميا
Comments
0 comments