مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بعنوان ‎حنين نجمة بقلم خالد عبد الرزاق نعمان

‎في ليلة باردة النسمة، مظلمة، صافية النجوم إلا من نجمةٍ تُضيء السماء وحيدةً، تتلألأ تباهياً، منتهزةً غياب القمر.
‎تروي قصتها فتاةٌ تجلس على سطح منزلها
‎فتاةٌ ذات عيون كحلى ترمي سهام ما أظنها تخيب هدفها، تصيب القلوب
‎صاحبةُ وجهٍ مشرق ينير جمالاً، بفستان أبيض كأنّها كوكب دُريّ من أزهار الياسمين،
‎حدّةُ الطبعِ، رزينةُ الكلمات، ذات أسلوب فذّ، تنتقي ردها من بحر الأعجاز،
‎لديها من سحرِ الجمال ما يجبرُ أشكال الجمالِ على الإنحناء لجمالها، وبهاء طلتها، تملك بسمةً تقتل حزنَ الروح وتشتت اكتئاب الفؤاد، بسمة تجعل من الهم أشلاء
‎تحتاج فضاءً من الكلمات لتصف طرفها وتعجز لغات العالم عن ترجمةِ حركةِ ثغرها، لضحكتها لحن ترقص الورود من أثره..
‎خاطبت النجمةَ قائلةً :ما بك ألم تكتفي غروراً؟ أم أنها فرصةٌ بغياب القمرِ تعيشين فرحتها، بجلوسك على عرش السماء وحدك!
‎أيتها النجمةَ ما هي إلا ساعات معدودةَ وتعودين لمكانك ويشع القمر بنوره ليغطي عليك نورك وبهاءك.
‎قالت لها النجمة: صغيرتي، مالي ومال الغرور وما العرش بعظمته يغني عن وجودِ من يؤنُسني، أم أنك تصفينه استغلال؟ أتظنيني سعيدةً بوحدتي، هذا الظلام مرعب بكونه ،لا تحكمي عليّ من وجهةِ نظرك ولا ترمي علي بسوء ظنك
‎ذاك القمر مؤنسي ومأمني وبقربه أعيش عالمي وبعده عني يخيفني ويسرق بسمتي، لا وجود لي بلا وجوده بجانبي، أنتظر عودته بفارغ الصبر فالشوق فاق تحملي وما تلك الساعات إلا عقاربًا تلدغني، أعاده الله لي حتى يطيب بهِ فؤادي، قالت الفتاة: صدقتي ما أشدها من لحظاتٍ حين تشتاق الروح ويغزو الحنين القلوبَ، لتذرف الدموع من ألم لهيب الذكريات.

إقرأ أيضا:الأمل، بقلم : رنيم محمد عبيدات “نصوص نثرية”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خاطرة بعنوان حين يلتقيان بقلم الكاتبة نور نصرالدين الجمّال
التالي
نص نثري بقلم ليلى قرقور

اترك تعليقاً