نص نثري بقلم كوثر أندوح

كيف سنستمرّ ؟
لا أستغني عادةً عن الكتابة، و كثيرا ما تكون الفسحة عندي تكمن في القراءة و التأمل، أما عن الشعر، فلا أهجره إلاّ حين يهجرني، فإن جاء بابي أرقت الحبر من قلمي، و إن استلهمتني مقاصد المشاعر، وجدتُ نفسي أنظم القوافي و أعد الأبيات من ولهي.
يحصلُ في بعض المواقف من الحياة، أن نشفق عن أشخاص قد بلغوا من المراتب بلوغا، قد طرقوا من أسباب الدنيا ما طرقوه و وجدوا في غنيمة الحياة من الجاه و المال و المكانة ما أغناهم عن طلب العون و المعية.
لكن ما يجب ألا يفقده هؤلاء، و ما قد يملكهُ البسيط و يعيش به سلطانا ، هو التوازن و السلام الداخلي، تلك السمات التي بها نرتقي إلى عدم المقارنة، و منها نستمد الهدوء اليومي و مشاركة مشاعر المحبة و الوداد داخل مجتمعنا و وسط دوامة مليئة بالتناقضات و الضغوطات.
إن الحياة ليست سهلةً كما يُذكر في الأفلام ، أو يُقال في حديث المواساة، إنها صعبة.. صعبة إلى درجة ما وُصفت به هذه الدنيا.. من دار شقاء و بلاء..و إلى حد الباطل.. و الفناء و كل مفردات الإنقضاء.
و أبرز ما يعيننا على المرور و العيش بسلام هو اليقين الدائم ، التوازن المقاوم ، و الثبات القوي. ما جدوى الإستمرار، و أنا لم أحقق التوازن بعد؛ لا زلت غير قادر على إيجاد ذاتي أو بالأحرى لا أعرف كيف أحقق وجودي و أتم مهمتي المختلفة عن الآخرين، و المتميزة عن مهامهم و شؤونهم.
إلى متى ستظل الأغلبية الساحقة فاقدة لماهية وجودها، لا وقت لها لمراجعة ذاتها ، أو إعادة النظر في ما تقدمه لحياتها و آخرتها.

Comments

0 comments