القرار
وفي آخر النهار ، عاد إلى منزله بعد عناء يوم طويل ، من مناوشات ومشاق ومصاعب ، فتح باب المنزل ، آملا بتفكير يغير مجرى حياته ، بعد ضياع سنوات من عمره .
نسي نفسه ، وأخذ يكتب بقلك مجروح ، وورقه مهترئه ، جار عليها الزمن ، من عيشه صعبه ، وظروف قاسيه ، كعادته عندما يقرر أن يفكر في حياته ، لكنه في كل مره ينسى نفسه ، ويكتب .
يكتب …! نعم يكتب ، لاخراج ما واجهه في حياته من قهر ، من حزن ، من فقدان الأبوين ، وهجران الإخوان ، وحتى فراق حبيبته الذي تأمل أن تكمل طريق حياته معه .
جدران بيته ، أبوابه ، سقفه ، مكتبه ، غرفه نومه ، كلها أصبحت عبارات وقصص ومقالات ، حتى وصلت ذات مره إلى جرح يده وكتابه عباره على الجدار ( آملا أن تعود ) ليحير العالم في ما كتب .
وبعد مده وهو على هذا الحال ، استطاع أن ينجو بيوم واحد لنفسه ، وأخذ يفكر طويلا وعميقا ، تشابكت أفكاره جدا ، ونام مثل الغارق في كاساتٍ وضعت أمامه ليكسرها ، فشربها ؛ لينسى الم الماضي .
إقرأ أيضا:مَوعِدٌ مَعَ مَلامِحِكاستيقظ في الصباح الباكر، فكر مره اخرى ، خرج إلى باب بيته أخذ نفسا عميقا ، نظر إلى الشمس ، ورأى كيف أن الليل لن يدوم ، وستشرق الشمس من جديد ، دخل إلى البيت ، نظر إلى كتاباته ، فإذا كلها املا وتفاؤل ، لكنه كان مشتت الإنتباه وهو يكتب .
احتسى كوبا من القهوه ، وأخذ يجمع بين شتات تلك الأوراق، لتكون كتابا ، عاد بالأمل وقصص النجاح والتفاؤل ، فأصبحت من أعظم الكتب .
النهايه ، عبره رائعه ، حين كان هذا الكاتب يقرر أن يفكر ، يذهب ليكتب دون الوعي ، فاستطاع أن يخرج نفسه من عتمه الليل الى اشراقه النهار .
ليس شرطا أن يقف احدا معك ، لكن يكفي أن الذي خلقك معك
فهو الحق الذي قال ) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
بقلم : يوسف زكريا الطعاني
Comments
0 comments