خاطرة

عُـزلـتـي الـرّمـادِيَـة بقلم الكاتب يوسف الغنيمات

كلّ ما تمنيتهُ أن يقابل ذاك الشخص مشاعري، أن يرى كميّـة التخبُطـات والصِراعـات فـي أفكـاري، أن يرى مشاعِـري المُبعثـرة المُمزقـة التي يأِسَـت ،تناجـدُ الحياة، بَل تَتمنـى الموتَ رحمـةً لها ، كـلامٌ قـاسي ، ردودُ فعـلٍ خرجَـت بـارِدة ، دخلَـت قَـلبي حارِقـة ، أمضَيْـت حياتـي أهتَـمُ بِمـن أُحِـب ولَـم أُعطـي نَفسي مـا تستَحِـق ، حيـنَ التفِـتُ لِقلـبي واخـرِجُ مـافيه أرى أنـه لا يوجد أحـد يريدُ ترميمَ فُتاتـي ، فَـأعيدُ كـل شيئٍ على حاله كأنّهُ لَـم يكـن ، كـل ما يُهمنِي سَعـادة مـن حـولي ، تَخليصُهم مـن جانبِهـم المُظلِـم وإنقـاذ مشاعِرهـم ، ومَـن يأبه فيما أفكِـر او أشعُـر ، تباً لِقلـبي فـلا أحـد يهتَم بِـه ، لا مأوى لِروحـي ،فأنا مُجـرد مشـرّد على قارِعَة الطّـريق ، مُجرّدْ مـن المشاعِـر على الهامِـشْ ، بَـل أنـا الهامشْ ، كـل ما اريدُه هـو بعـضُ الفَـراغ والكَثيرُ مـن الطّاقة لِكـي أتمكَـن مـن إصلاحْ روحـي ، لكـي أواسي نفسي ، لكـي أمسـحَ دمعَتي ، لكـي أُربِـت على كَتِفـي ، سأقومُ بكُـل شيئٍ وحـدي لكِن كـل ما أريدهُ هـو القـليل مـن الفَراغ وسأعُـودُ على أحسَـنِ حـال ، سأكـونُ لِنفـسي كـل مـن أحتَـاج ، سَأعتادُ على هـذهِ الحـال فَأحافِـظُ على نفسـي وأحافِـظُ على إبتسامَـة مـن أُحـبْ دون أن تأذيـهِ أيّـةُ أفكـارٍ سـودَاء طَغـت علـى قَلبـي ، كِلانـا سَيربَـح ، سَأرَمـمُ نفسـي ، سَأطـردُ جَميـعَ الشَياطيـنَ التـي فـي رأسِي ، سَأُحَـرِرُ مَشاعِـري ، سَـأكونُ ، أنا ونَفسي فقَـط فـي عُزلتِنـا السـوداءْ ، لا بـل سَأغـدو بِنفـسي الـى عُزلَتـي البَيضـاء ، الكثيـرُ مـن الأبيـضِ والأسـوَدْ ، صِراعـات فيمـا بَينهُـم ، معـارِك تنتهـي بالاستِسـلام ، إمتــزجَت الأطـراف ، ولَـن يبقـى لـي سِـوى اللـونْ الرّمـاديْ.

إقرأ أيضا:فصل الانتقام بقلم احمد شلاش

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
بوحُ الحروف، بقلم:مريم مخلوف، نص نثري
التالي
القرار بقلم : يوسف زكريا الطعاني

اترك تعليقاً