خاطرة

عهد بقلم آية صالح

عَاهَدْتُ نَفْسِي وَسَأَبْقَى عَلَى وِفَاقٍ
مَعَ عَهْدِي هَذَا أَنَّنِي قَادِرَةٌ
عَلَى تَخَطِّي كُلِّ أَمْرٍ شَدِيدٍ وَصَعْبٍ مَرَرَتُ بِهِ، لِمَّا ارْتَجَفَ أَوْ حَتَّى أُعْطِيَ أَهَمِّيَّةً لأَشْخَاصٍ لَا يَسْتَحِقُّونِي .
إِنَّهُمْ بِكُلِ سُهُولَةٍ يَبْدَأُونَ الْحَدِيثَ
مَعِي لَكِنْ بَعْدُ تَعَلُّقِي بِهِمْ يُؤْلِمُونِي يُوجِعُونَ قَلْبِي .
قَلْبِي الَّذِي تَحْمِلُ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ مَا زَالَ مُسْتَحْكِمٌ فِي زِمَامِ أُمُورِهِ.
مَاذَا سَأَفْعَلُ كَيْ يَهْدَأَ ؟؟ إِنَّهُ يَحْتَرِقُ
وَأَنَا مُنْكَسِرَةٌ لَا أَقْدِرُ عَلَى الْوُقُوفِ
مِثْلُ الْأَوَّلِ، رُوحِي مُنْطَفِئَةٌ لَا سَبِيلَ
لِلِنَّجَاةِ لَقَدْ وَقَعَتُ فِي بَطْنِ النِّيرَانِ
وَمَاذَا فَعَلْتَ؟؟
أَمْسَكَتُ بِغُصْنٍ ، غُصْنٍ رَقِيقٌ جِدًا
يَكَادُ يَنْكَسِرُ فَعِنْدَ تَحَطُّمِهِ كَدْتْ
أَقَعُ تَمَسَّكْتُ بِكُلِ شَيْءٍ ، لِكَيْ أَنْجُوَ مِنْ مَوْتٍ مُحْتَمٍ فِي جَوْفِ جَبَلٍ مَلِيءٍ بِلِنِيرَانٍ وَالْحِمَمِ الْحَارِقَةِ . لَكِنِ قُلْتُ أَنَا وَقَلْبِي وَرُوحِي مُطَفِئَانِ.
كَانَ قَلْبِي يَرْجُونِي وَيَقُولُ أَلَا يَكْفِيكِ مَا فَعَلْتِي بِي ؟؟ هَلْ تُرِيدِينَ مَوْتِي؟؟
لِكَيْ انْتَهِيَ !! حُرِقَ وَأَصْبَحَ رَمَادُ
بُدِئَتْ دُمُوعِي تَذْرِفُ مِنْ عُيُونِي
وَأَقُولُ لِمَ اقْصِدْ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ سَامِحْنِي.
كَانَ قَدْ تَحَطَّمَ وَتَحَوَّلَ إِلَى فَحْمٍ مَحْرُوقٍ وَكُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ يَتَطَايَرُ فِي جِهَةِ مَا ذَنَبَ قَلْبِي حَتَّى رُوحِي كَانَتْ تَمُوتُ وَأَنَا خَيَالٌ لَا نَفْعَ مِنْهُ.
لَكِنَّنِي لَنْ اسْمَحَ بِتَحْطِيمِي تَسَلَّقْتُ
كُلُّ الْجَبَلِ وَخَرَجَتُ بِإِعْجُوبَةٍ مِنْ جَوْفِ الْجَبَلِ رَأَيْتُ حَبْلَ مَمْدُودٍ تَمَسَّكَتْ بِهِ مِثْلُ جَنِينٍ مُتَعَلِّقٌ بِلَحْبَلِ السَّرِيِّ لِأُمِّهِ كُنْتُ خَائِفٌ جِدًا ، هَلْ سَأَنْجُوا؟؟
أَمْ سَأَمُوتُ ؟؟ حَاوَلْتُ مِرَارًا وَتَكْرَارًا
وَوَقَعْتُ لَكِنَّنِي خَرَجْتُ أَقْوَى مِنَ الْاوْلِ وَعَاهَدْتُ نَفْسِي أَلَا اؤْذِيهَا رَجَعَ قَلْبِي يَنْبِضُ وَاصْبَحْ مُتَرَابِطٌ مَعِي
فَمَا أَهَمُّ الْحَيَاةِ إِيَّاكَ أَنْ تَتَمَنَّى الْمَوْتَ
لِأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ مَا نَهَايَتُكَ.
لَا تَعْرِفْ كَمْ شَخْصٍ سَيَحْزَنُ عَلَيْكَ
كُنْ قَنُوعًا بِحَيَاتِكَ وَإِيَّاكَ وَالِانْهِزَامَ
فَأَنْتَ شَخْصٌ صُلْبٌ وَسَطَ زِحَامٍ
وَسَوَادُ حَيَاتِنَا.

إقرأ أيضا:حُلم مِن جوفِ الحُطَام ..

اية صالح

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نقص بقلم ايمان علي دخل الله
التالي
إعصار الليل بقلم جنى عماد

اترك تعليقاً