ذَاكِرَتِي مَحْشُوَّةً بكِ
مَرَّ دَهْرًا مِنْ اَلزَّمَنِ وَزَارَ اَلشَّيْبُ تَفَاصِيلِي، وَفِي ثَنَايَا اَلتَّجَاعِيدِ اَلْقَاسِيَةِ سَكَنَ اَلْمَاضِي، سَلْب مِنْ أَيَّامِي اَللَّهْوَ وَضَاعَ شَبَابِيّ فِي اَلْعُمْرِ دُونَ أَنْ يَكْتَمِلَ حُبُّنَا وَيُتَوِّج عِشْقًا رَسْمِيًّا لَا يُعَادُ، وَلَازِلْتِ مَلِكَةُ قَلْبِيٍّ وَسَيِّدَةِ ذَاكِرَتِي أَيَّتُهَا اَلْأُنْثَى اَلسَّرْمَدِيَّةُ اَلْخَالِيَةُ مِنْ اَلتَّكْرَارِ اَلْمَلِيئَةِ بِالِاسْتِثْنَاءِ، مَحْشُوَّةً ذِكْرَيَاتِي بِكِ وحدكِ دون الجميع فَتَارَة طَيْفكِ اَلْأَخَّاذَ يُنْزِفُ سَيْلَ لَهْفَتِي عَلَيْكِ؛ وَأُخْرَى ضِحْكَتُكِ اَلْبَرِيئَةُ تَقْتُلُ تَمَرُّدِي وجُل كبريائي، حِينَ يُرَاوِدُنِي خَيَالُ رَقْصَتَكِ الْمُخْمَلِيَّةَ عَلَى أَنْغَامٍ فَيْرُوزِيَّةٍ أَجْعَلُ مِنْ سَجَائِرِي تَتَكَاثَرُ بنارٍ لِتُرْمَى في النِهاية مِنْ شُرْفَةِ اَلْهَوَى وَاحِدَةً وَاحِدَةً وتُحْرَق وَتَحْرِقُ مَعَهَا شَغَفِي بِهَا ذَرَّةُ ذَرَّةٍ، تَارِكَةً رَقْصَتُكِ تُعْلِن أَنَّهَا مُتْعَتِي اَلْوَحِيدَةُ كُل أُمسية تُلْهِبنِي وتهلِكُنِي أَكْثَرَ مِنْ سِجَارْتِي، صَغِيرَتِي يَاصَاحِبَة عُيُونَ اَلْغَزَالِ ورائِحة عِطر الرّيحان ذَوِّبِي فِي جَوْفِي ثُمَّ عَيْشِي فِي شَرَايِينِي مَحل دمائي، كَوْنِيٌّ كُلٌّ حَيَاتِيّ؛ وَأَرْجُوكِ اِعْتَزِلِي اَلْفِرَاقُ وَتِيهِي فِي دَاخِلِيٍّ، كَوْنِي ذِكْرَيَاتِي وَمُمْتَلَكَاتِي؛ فَلَا أَنَا خَلَقَتْ لِأَحَبّ غَيْرَكِ وَلَا أَنْتِ خَلَقَتِ لِيَعْشَقِكِ سِوَايَ، لا اَلزَّمَنُ وَلَا اَلْمَشِيبُ يُنْسِينِي فِيكِ أَنْتِ وَتَفَاصِيلُكِ، وَلَا حَتَّى اَلْقَلْب يُلْهِيهُ اَلتَّعَبُ وَيُنْهِكُهُ اَلشَّوْقُ فَيُلْغِيكَ مِنْ اَلذَّاكِرَةِ كُرهًا ومللً، بَلْ أَنْتِ اَلْمَاضِي وَالْحَاضِرُ وَأَنْتِ اَلِاسْتِثْنَاءُ اَلْأَبَدِيُّ أَنْتِ ذِكْرَيَاتِي اَلْجَمِيلَةُ، فَثَوْرِيّ وتمرَدِي ثُمَّ عُودِي لِتَكُونِيَ لِي سَيِّدَتِي…
عتاب عياش
الجزائر
Comments
0 comments