مقالات ونصوص متنوعة

يصعب نسيانه بقلم عامر عماد

يصعب نسيانه

في أحد الصباحات حيث لا أحد هناك معي سوى سودائيَ المرة، قد قلتُ لي أمام مرآتي أُخاطِبُني:
لقد شابَ قلبك يا سيّدي وبهتت ملامحك، ولم يتبقَ منكَ سوى بقايا رجلٍ من بقاياها..
وقد قلتُ لي أيضاً أُعاتِبُني:
هذا ما فعلته بكَ امرأة عيناها لا تعرفان الرحمة، وهذا الوهن العظيم المنعكس في مرآتك هو إرثك العظيم من عاطفتك..
وبعد أن خاطبتُني وعاتبتُني، كان لزاماً عليّ أنا أخاطبها وأخبرها بكل شيء، ولأنّها لم تكن هنا، لم أجد إلّا أن أتحدّثَ إليها حبرٍ على ورق، فكتبتُ لها بدايةً:
“أنا أحبّك”..
وأتمنّى، أتمنّى أن يعود بنا الزمان إلى حيثُ كنّا معاً ويكفّ هناك عن المسير..
أتمنّى يا سيّدتي أن يكفّ الغياب بأبجديتي عنّي وأكفّ عنه..
أتمنّى أن ينال اللقاء بَعدَ البُعد منّا، أن يكتسينا الشعور بالشموخ بعد الوهن..
“أنا أحبّك”..
وأعلم أنّ الأوان قد فات على قولها لكِ عيناً بعين، ولأنه لا سبيل لقولها لكِ سوى حبراً على ورق ها أنا أخطّها لكِ أبجديةً مريرة..
“أنا وحيدٌ واحداً دونك” لا شيء لي وكلّ شيء عليّ،
وسأبقى وحيداً إلى إشعار عودتكِ إليّ، فإنّه لا رادّ لوحدتي أحدٌ سواكِ..
“وأنا متعبٌ بشدّة في غيابك”
ولا أدري كيف أستطيع المضيّ قِدَماً بعد أن رحلتِ عني،
فامرأةٌ مثلك يصعب عليّ أن أمضي في هذه الدنيا قِدَماً دونها،
امرأةٌ مثلُكِ يصعب عليّ أن أتخطّى غيابها بأيّ طريقة، امرأةٌ مثلك يستحيل على ذكراها أن تكفّ عنّي،
امرأةٌ مثلُكِ تستحق أن تُنْتَظَر عمراً بأكمله، ولذلك أنا هنا بانتظاركِ إلى أن تأتي أو إلى أن يأذن الله لي بالموت.

إقرأ أيضا:جمال يوسفي بقلم لين ارشيد

عامر عماد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
في مرحلة ما بقلم ربى القرشي
التالي
ذاكرتي محشوّةً بك بقلم عتاب عياش

اترك تعليقاً