مقالات ونصوص متنوعة

قَتامُ الغُرفَة، بقلم: تالا فادي جروان 

كُسِرَتْ الأضْواء،أَغْلَقتُ هاتفي،إمْتَلئَت غُرفَتي بالسَّواد،لا أدرِكُ شَيْئًا سِوى الظّلامْ،إرتَبَكْتْ ولا أعرِفُ ما أفعَل.

لقَد تَهَيّبْتُ مِن قَتامِ الغُرفَة،فَزَعتُ من سَريري خائِفَة،لا يوجدُ أحد لِمُساعَدتي،أصبَحَ عَقلي مُتَردِّدٌ يحتارُ بين فِعْلِ أمْرٍ ما أو عَدَمِ فِعلَهُ،فَتَقَوقَعتُ تِحتَ سريري خوفًا مِنَ الأذى

وإنّني أتوهُ و أتَعرقَلُ مِن شِدَّ الظُّلمَة في غُرفَتي،أصواتًا تُصدَرُ مِن باقي الغُرَف،شَعَرتُ أنّ هناكَ أحد،و لكنّي مُرتَعِبَةٌ جِدًّا،إخْتَفى صَوتي ودُموعي بَدَأت تَنْذَرِفُ مِن عَيْنايْ.

عَجِزَت شَفَتايَ عنِ الكلامْ،و استُضْعِفَ جسدي عَنِ الحَركة

جَلستُ و كَأَنّني جُثّةٌ تَتَنفّس و لكنّها لا تتحَرّكْ،استَلقَيْتُ على الأرضِ وَ أغلَقتُ جميع الثُّقوبِ المفتوحة.

يَحدُثُ ضجيجًا داخلي،عقلي يَتَشاجَرُ مَعَ قلبي،و يَدايَ تَتَشاجَرُ مَعَ قَدَمايْ،و لكن كُلُّ هذا بِصَمْت.

لَبِثْتُ هكذا مُدّة ثلاثِ ساعات،و أنا أصارعُ نفسي.

فجأة تُنيرُ الأضواء،فَتحتُ الهاتف،و تعودُ الغرفة كما كانت و يذهبُ جميعُ السّواد و القتام، و ما زِلتُ خائِفة.

ظَهَرَ رَجُلٌ أمامي فاتِنٌ جدًّا،مَدَّ يدَهُ و أخَذني إلى عالِمٍ بعيد.

مِن أوّلِ نظْرَةٌ في عَيْنيهِ رأيتُ فيها عالمًا بِأكملهِ، و أُنيرت حياتي كُلّها، ذهَبَ السّواد و جاءَ البياض.

~وهذه لَحظةُ دخولِكَ في حَياتي~

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
بحث جاهز عن تخطيط العلاقات العامة doc
التالي
الليلةُ الأخيرة، بقلم: ميس أحمد حمودة

اترك تعليقاً