مقالات ونصوص متنوعة

كاد أن يكون مفقوداً بقلم رؤى الصرايرة

” كاد أن يكون مفقودًا.. ”

و الأيام رواية، أنت بطلها، لكنك لا تدري بأحداثها مُسبقًا،إنه دور إرتجالي أبعد مما تخيل ..
و القَدر ألقى على سَمعك قولا دليلا، فهل من مفكّر..؟!

وهاكَ سجلّ أيامنا التي مضت،فانظر و تعمّق..
واقرأ الرواية من جديد،وانصت لحديثها بأُذُنٍ خاوية من أي صوت آخر و صدى، و بفكرٍ بعيد المدى، فثمّة جديد اصطُنعِ في روحك حتمًا، فهلّا نظرت..؟!

لقد كانت البدايات توحي بالقادم، ثمّة ما يُشبه الإعصار الرملي قد مرّ على هذة البِلاد، كان قادمًا من الغرب، فاستثار الدمع في عيوني لأجدني أُغمضها مُمسكًا بنفسي متوجّها بها حيث الشرق، ووجدتني اقرأ باستعجالٍ سورة الفلق، وأُكرّر، وتستوقفني الآية “من شرّ ما خلق” فأعاوِدُ تكرارها ، لقد كانت هذة عادتي كلّما شعرت بمرارة الخوف، ويبدو أن المفاجئات الكونية تُخيفني..

ووقع في قلبي خِيفة المرء من الغد المتوقّف لأجل مُسمّى وهو في بدايات طريقه في حياته العمليّة، و حلّ مخلوق لا يُرى بعين مُجرّدة محلّ الرّمل، و بِتنا كلّنا نُداري ظلالنا عنه..

واليوم يا رفيقي، أُحادثكِ بخوفي القديم الذي صار إنتصارًا،و اتفكّر في قوله تعالى الذي استوقفني في الربيع الماضي لأفكر فيه من جديد ، و أتسائل تُرى ماذا لو أنني لم استعذ حينها، هل كنت سأطمئن رغم حدث بيولوجي فيروسي مرّ كالمُرٍ على كوكب الأرض..؟!

إقرأ أيضا:لم أعد أنا، بقلم : آرام العمر ” نصوص نثرية”

كنت أضع كل إشارات استفهامي بين يديّ الله، وأُحادثه قائلة:-
“انا لا أفهم اي شيء، أي شيء” ثم آخذ نفسا عميقا مُرهقا من المحاولة وادعوه:-
“واجعلنا في حصن رحمتك المنيع يا الله ”

والذي سأخبرك إياه الآن يا رفيقي أن ذلك الحدث كان بداية عهدي الجديد بعودة غائبة عن الوجود، فوجدتُ خطواتي ذات أثر، و زرعي يُؤتي بالثمر، وجمرُ عقلي الذي كاد يحرقني صار يُنضج فِكري، و أدركتُ به حقيقة أمري، فهمتُ مسمّيات كثيرة، و أعدتُ تفكيري بأمور كنت أعتقد انها مريرة لكنني اكتشفت انها كانت بالوجود جديرة، و صرت اجتهد لِأَن اكون نيّرة البصيرة لِأُدرك بواطن الأمور ..

تنهيدة صوتك المختنق هذة ستكون لك نجاة، فاشدُد على قلبك..!
وماذا يمكنني أن أُقدم لمواساتِك؟!
هذا الفصل المُشترك ما بين روايات العالم أجمع كان مُضنيًا لنا جميعًا، و ندبة دائمة لن يمحي أثرها الزمن..
و بعض النُدب رغم ما تذكرنا به من ألم إلا أنها قد تكون حافزًا تشحذ فينا الهمم لنسعى حيث أعالي القِمم ..
فبالرغم مما شعرت به من كلل وملل وفقدان الأمل في البداية إلا انه كان فصلاً صَنَعت فيّ أحداث مدارِه ما ظننته يومًا مستحيلا، وكم جميل أن ترى المستحيلَ واقعًا لمجرد تفكُّرك بالدليل، وكلّ فواجع الدّهر أدلّة ..!

إقرأ أيضا:اعرف أكثر عن العقل الواعي واللاواعي

لقد كان فصلا مُحكمُ الحبكة جدًا ما بين انخفاض و ارتفاع، كنبض القلب المُتأرجح ما بين الموت والحياة ، لكنّ قلبي لمس أطراف السماء من خلاله ..

عليك أن تؤمن بأن ثمّة خير كثير في طيات ما يظهر أمامك من شَر..
ولا تجزع، ولا يُرهقك ما أنتَ عليه مُجبر مِن كرٍ وفرّ مع حوادث هذا الدهر..
فكلّ فُؤاد يحوي إيمانا بأن الخير قد يكمن في الشّر فيه الإطمئنان سيقرّ..

رؤى الصرايرة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الأرواح تستنير بالعتمة بقلم نور حراس
التالي
بضعٌ مني بقلم إسراء المومني

اترك تعليقاً