مقالات ونصوص متنوعة

الأرواح تستنير بالعتمة بقلم نور حراس

*الأرواح تستنير بالعتمة
لا بُدَ أننا نعبرُ السنين لكن السنوات لاتعبرُنا ، أ رأيت عامًا مرَّ دون ذكرى؟!ربما وددتُ لو اسئلُ نفسي بعد سنة ٢٠٢٠ : كم سنة عجفاء يحتاجُ المرء لتستقيم مرأآته و تعرف بوصلتهُ اتجاهها؟! بدايةً لم أكن أود أنّ تنطفئ زوايا العالم في وجهي ،ويتحول ركامُ الأحلام الذي حلمت به إلى ذرات تبعثرها هبات الظروف، أعلن المذيع في أذار أنّ العالم يوقف عجلاته ، طالبّا من كل هؤلاء الناس أنّ يستريحوا من قيادةِ محركاتهم ويظلوا في بيوتهم لأن كوفيد_١٩ قدْ يسرق منهم شيئًا ما ، ربما كانت ارواحهم أو ربما أُناس يسكنون ارواحهم ، لكني اكتشفت أنّ ارواحنا كانت ضحية روتين ، كنا نحتاج جلسة أو ربما وقت قصير لنفهم أينَ نحنُ الأن، هل يحبُ الأنسانُ نفسه إلى هذا الحدْ ؟! هل أوقفوا العالم لأجل الروتين والعادة فقط أم أنّ الأنسان الذي تحول إلى ألة ما زال ذا قيمة ؟!
ها هي هذهِ السنة تحملُ أمتعتها من التاريخ ،تحمل جثث الذين رحلوا ، أو ربما ما زالت تحاول أنّ تلدغهم بكل بأنابيبِ الأكسجين التي حصلت عليها لتعيدهم إلى الحياة كأن الحياة تستحق أو كأننا نحن الأحياء نعرف قيمة الحياة قبل أنّ نرى ملكَ الموت يحوم فوق صدورنا.
إلى ٢٠٢٠ ، وإلى السنوات القادمة ،إلى الذين لم تسرق الجائحة أعمارهم ، ولم تمزق أجنحتهم ،إلى الذين يأملون بالمستقبل ، ويؤمنون بأن الله ابقاهم هنا من بين كثيرين ،لا تعيشوا بعد اليوم الآت، كلما اعتدتوا الضوء اطفئوا المصباح قليلًا فالأرواح تستنير بالعتمة
نور حراس محمد حمد
الأردن

إقرأ أيضا:من بنى برج ايفل

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عام التغيير بقلم حنين الباشا
التالي
كاد أن يكون مفقوداً بقلم رؤى الصرايرة

اترك تعليقاً