كرسي الانتظار
انْتَظَرَت وَمَا زِلْتُ انْتَظَر عَلَى هَذَا الْكُرْسِيّ وَعَلَى هَامِش حديقةٍ مُلَوَّنَة خوفاً مِنْ أَنَّ اغطيها بغيومي الْمُظْلِمَة وَحُزْنِي فَهَذَا الْكُرْسِيّ تَلِف خشبهُ مِنْ كَثْرَةِ تَعَرُّضِه لعصف الْخَرِيف لِبَرْد الشتااء لِشَمْس الصَّيْف لنسمات الرَّبِيع لَقَدْ مَرّ الْكَثِير وَيَبْدُو أَنَّه سيمر الْكَثِير وَأَنَا جاالسة انْتَظَر الْمَجْهُولِ الَّذِي أَرَاهُ فِي احلاامي أَرَاهُ فِي أَمَالِي
أَرَى شِفَاء وَأَرَى دَوَاء وَأَرَى حَيَاة مُلَوَّنَة لَكِنْ هَلْ سيصمد هَذَا الْكُرْسِيّ هَل ساصمد أَنَا لِيَصِل هَذَا الَّذِي اتمناه . آيَتِهَا الْحَيَاة لمتى تهاجمينني لَقَد قاومتك فِي الْبِدَايَةِ ووسقطت أَوْلَى سقطاتي ثُمّ قَرَّرْت الْوُقُوف وَأَعَادَه الْهُجُوم لَكِنَّك ماازلت قَوِيَّةٌ وَلَم أَسْتَطِعْ أَنْ اِسْتَنْزَف قَوَّاك ووسقطت لِلْمَرَّة الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالْكَثِيرُ مِنْ السُّقُوطِ المتتالي حَتَّى وَقَفَتْ آخَر وقفاتي وَقُلْت كَفَى لَقَد حطمتني مَاذَا تُرِيدِين مِنِّي أَيْضًا مَاذَا تَبْقَى لتاخذي مِنِّي فَقَد كُسرت جُرحت تَأَلَّمَت وتوجعت وَفَقَدَت الْأَمَل لَمْ أعُدْ أَرَى تِلْك الْأَلْوَان اتعبتني . وَأَنَا وَسْطَ هَذَا الازعاج وَالصُّرَاخ سَقَطَت آخَر سُقُوط سَأَلْت دُمُوعِي لتغرق جَمَال ملامحي جِسْمِي يَتَفَجَّر وَيَتَشَقَّق فَقَد نَزَف دَمًا ونزف أَلَما ونزف حُزْنًا صَرَخَت كَفَى كَفَى كَفَى وَكَانَت كَفَى الْأَخِيرَة قَد تَلاَشَت بالكاد سَمِعْت آخَر أَمَالِي طُفِي وَرَدَّه أَحْلاَمِي ذَبُلَت أَلْوَان مُسْتَقْبِلِي بهتت بَقِيَت هَكَذَا كَمَا تُرِيدِين آيَتِهَا الْحَيَاة إنْسَانٌ يملأه الظَّلَام داكِن يَمْشِي جَارًا لِإِقْدَامِه ع الْأَرْضَ بِكُلِّ أَلَم وَيَبْتَسِم ابتسامات مُزَيَّفَةٌ يَجْلِس وحيداً بِلَا أَمَلِ يَنْتَظِر النِّهَايَةُ الَّتِي يَتَمَنَّى الْجَمِيع اقْتِرَابِهَا . . .
.
هديل عواد الزبن
Comments
0 comments