لغةٌ حباها اللهُ حرفاً خالِداً
اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ هِيَ سَيِّدِه كُلّ اللُّغَات وَهِي نِبْراس الشُّعُوب وَيَكْفِيهَا شرفاً أَنَّهَا خطت الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِحُرُوفِهَا الثَّمَانِيَة وَالْعِشْرِين وَزِينَتِه بأجمل الْأَلْفَاظ وَأَنْقَى العبارات
اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ هِيَ لُغَةً غَزِيرَةٌ تتدفق فِيهَا الْمَعَانِي وَالْكَلِمَات المبهرة وتمتلك مصطلحات لَا يُمْكِنُ لِأَيّ لُغَةً أَنْ تحتويها وَتَنْفَرِد بميزة أَنَّهَا أَصْعَب لُغَةً فِي العالم
فَهِيَ لُغَةً إبداعية لِمَا فِيهَا مِنْ الْمَحَاسِنِ الْبَدِيعِيَّة وَهِي لِينَة ومرنة تَتَلَاءَم مَعَ جَمِيعِ متغيرات العصر
وَقَد اِسْتَخْدَمَها الشُّعَرَاء بِاسْتِخْرَاج أَجْمَل الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي فِي قصائدهم ؛
لِمَا تمتلكه مِنْ قُوَّةِ وَمَتَانَة بمفرداتها وَمَعَانِيهَا الْجَمِيلَة وَاَلَّتِي تَزْدَاد جمالاً عِنْد انتقائها كَأَفْضَل الْكَلِمَاتِ فِي جُمَلِ تُعَبِّرُ عَنْ كُلِّ مَا هُوَ جميل
اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ هِيَ اللُّغَةُ الْأُمِّ وَلَا يَسْتَطِيعُ الْمُسْلِمِينَ غَيْرَ الْعَرَبِ أَنْ يَفْهَمُوا دِينِهِمْ إِلَّا إذَا فَهِمُوا اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ جيداً فَهِيَ لَيْسَتْ كَبَاقِي اللُّغَات فَهِي الأصعب وَالْأَقْوَى بِاللُّغَات لفظاً وقدرة مَرَّت عَبَّر العصور
وَقَد ظَلَّت اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ثَابِتَةٍ وَلَمْ تَفْنَى برغم مِن محاولات الْكَثِيرِ مِنْ طمسها ومحوها
والعجيب أَنَّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةِ تَصِلُ إلَى مُسْتَوَى الْكَمَال فَهِي بَحْرٌ مُمْتَلِئ بِالْكَثِيرِ مِنْ الْكُنُوزِ والآلي فَلَا يُوجَدُ لُغَة أَسْمَى منها
إقرأ أيضا:نص نثري بقلم نادين عبدالله الحوامدةوَأَجْمَل مَا قِيلَ فِي الْعَرَبِيَّةِ :
لغتي وأفخر إذَا بليتَ بحبها
فَهِي الجمالُ وأصلُها التبيانُ
عربيةٌ لَا شَكَّ أَن بيانها
مبتسمٌ فِي ثَغْرِهِ القرآنِ
فاللغة الْعَرَبِيَّةِ هِيَ اللُّغَةُ الْأُمّ ، الَّتِي تمكنك مِنْ فَهْمِ الْآخَرِين ، وَمَعْرِفَةُ طُرُقِ التَّوَاصُل الْمُخْتَلِفَة ، فَتَعْلَم الْعَرَبِيَّة يَزِيدَ مِنْ وعيك كَإِنْسَان ، وَمَن طلاقتك كشاعر ، وَمَن موهبتك كمبدع قَادِرٌ عَلَى مُخَاطَبَة جَمِيع الْعُقُول بِلِسَانِك .
وَمِنْ حَقِّهَا عَلَيْنَا أَنْ نفتخر بِهَا ونحافظ عَلَيْهَا ، فَكَيْف لِإِنْسَان عَرَبِيٌّ أَنْ يَعِيشَ دُونَ أَنْ يَفْتَخِر بَلَغَتْه الْعَرَبِيَّة ، وَمَا هِيَ إلَّا لُغَة اللِّسَان النَّاطِق ، وَالْحَيَاة الْمُسْتَدَامَة .
بقلم الكاتبة: عائشة قدحات
Comments
0 comments