مقالات ونصوص متنوعة

نجمتي، بقلم: سجى بطاح

نجمتي

ليلٌ خريفيّ بارد ونسمات ممزوجة بقطراتٍ من المطر ، ما قبل الفجر بقليل …ظلاامٌ حالك ، غيوم دامسة ….كنتُ أجلسُ خلف نافذتي ، وكتبي مبعثرة أمامي ، أذاكر ..وأشرد بين أفكاري من فترةٍ لأخرى ، للحظة إختلستُ نظرة نحو السماء وقع نظري على نجمة لامعة جداً ..شردّت قليلاً ، دار بذهني أشياء ، تداخلت الأفكار داخل رأسي وتلعثمت …..

أحسستُ بأنها تنظر إلي كالطفل الصغير عندما يرى أمه تبكي يحزن دون أن يعلم ما السبب …أحسستُ بأنها تريد أن تحدثني لكنها خجولة قليلاً كصديقة تريدُ الإطمئنان على صديقتها لكنها لا تعلم كيف تبدأ بالحديث معها ..

فبدأتُ أنا بالحديث ..

سألتها : كيف لكِ أن تلمعي وتسطُعي وسط هذا الظلام الحالك !! وبين كل هذةِ الغيوم المحيطة بكِ ؟!

صمتَتْ للحظة ….والأفكار بدأت تزداد تداخلاً برأسي كخيطِ رفيع دار البيت فتشابك ولم يعد يُعرف بدايته من نهايته …..

سمعتها تناديني فاختلستُ نظرة سريعة نحوها ..فقالت : أتظنيني صمتتُّ لأني لا أريد الإجابة !! لا بل لأنني شردّتُ بكِ .. شردّتُ بعينيكِ التي يكسوها الدمع..لكنها تلمع ببراءة طفل بعمر الثلاث أو الأربع سنوات …تفكرين لماذا أخبرك بهذا ؟! لأن عيناكِ ببريقها وسط هذا الدمع الذي يعتريها ويكسوها يشبه لمعاني وسط الظلام ..وتسأليني لماذا ؟؟

إقرأ أيضا:على مَتنِ قِطار

لم أعد أستطع الرد عليها ، لكنني أحسستُ أن ذاك الخيط المعقد المتشابك الذي بأفكاري أخذ ينحلّ شيئا فشيئاً … بدأت أفكر لو كان هناك نور حولها ولم يكن هناكَ ظلام كيف لي أن أرى بريقها وكلّ هذا الجمال واللمعان !!؟؟..

 

لو لم نفشل كيف لنا أن نشعر بلذة النجاح ، لو لم يحيطنا الظلام كيف لنا أن نلمع بشكلٍ إستثنائي دون غيرنا ، كيف لنا أن نتميز …

يمكن أن يعترينا الظلاام في وسط كل النور حولنا لنتميز بظلامنا أو نلمع بوسط الظلام لنتميز أيضاً ..فبجميع أحوالنا تميزنا ..بظلامنا أو بنورنا ✨?

بدأت أختلس النظرات نحو كتبي وأوراقي قليلاً والنجمه تارّة أخرى …الى أنْ وقعت عيني على آية قد كتبتها يوماً على إحدى أوراقي ” فإن مع العسر يسرًا ” ….اااااااااه ربِّ يسركَ بجوارنا دائماً لكنّا ظالون نيأس ، نعصيك ، لكن يسركَ تدبيركَ ولطفكَ دائماً بجوارنا ويحتوينا ، أنت أرحم بنا من والدينا وما زلنا نجهل منعك لنا لبعض الأشياء … ما زلنا نجهل أن عوضكَ هو الذي يجعلنا نلمع وسط الظلام دائماً …

لكننا نقصر ونحزن على على بعض أقدارنا ونسينا أنك قلت ” الله وليّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلماتِ إلى النور ” نسينا أننا في أمان و بالنور دائماً ما دمنا بجوارك ….نسينا أن الدنيا دار إبتلاء فيها ظلمات ونور وأنت الذي قلت ” كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ” ..جهلنا أن هناك دائما مخرج لما نحن به ..بإيماننا ، بقرآننا ، بصلاتنا …فنحن ننجو بكَ ربِّ وبدونكَ نحن ضيااع ….. لكنك قلتَ ” إستغفروني أغفر لكم “..أستغفرك ربِّ وأتوب إليك ..أتقبل توبتي !! ما هي إلا لحظات وإعتلى صوت المؤذن قائلاً : الله أكبر ..الله أكبر….

إقرأ أيضا:علاج تراجع الفك السفلي

بدأت طمأنينة عارمة تحتوي جسدي المنهك ..شعرتُ براحة غريبة

ومن ثم سمعته يقول..الصلااة خيرٌ من النوم ، كأنه يقول لي ..كوني بجوار الله لتنعمي ، لتشعي ، وتلمعي دائما ..لتخرجي من كل ظلام حولك ..كوني بجوار الله فقط

اختلستُ نظرة نحو النجمة ..نظرتُ بها ..كأنها تبتسم لي وتقول أفهمتِ ما أقصده ، ما الذي كنتُ أريد أن أوصله لكِ ..أفهمتِ !!

خرجت جملة واحدة من فمي بصوت مرتفع نسبياً يارب كن معي ردّني إليك كلما رأيتني أبتعد ” ردّني إليكَ رداً جميلا “

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
انطفأ السراج بقلم زينب عبادي
التالي
رسائل حب للمتزوجين – رسائل حب للزوج قبل النوم

اترك تعليقاً