خاطرة

انطفأ السراج بقلم زينب عبادي

انطفأ السراج…
قُضبانٌ من شُواظ تلتفُّ على مُحيطِ الدائرة وأنا مركزها، كانت سجني وسقفهُ شمسٌ حارقة تقتربُ مني حتى تُذيبَ مني أصلب مكوِّناتي _قلبي وسرُّهُ الروح_، الظلامُ فضاءُ السجنِ وامتلاءهُ فراغٌ فلا مكان سوى له، دوَّاماتُ تدورُ بي بدقائق من كآبةٍ ووَصَب، دوَّختني فوجدتُني أترنَّحُ على إثرها وأنا جالس فزنزانتي لا تسعني إلا على هيئتي تلك، تَقحمُني كواسرُ مُحمَّلة بالضيمِ والعذاب، تنقضُّ على مُهجتي فتنخرُ فيها نخوراً كثيرة كما تنتزعُ لحمَ الفريسة أو أفعى من جوف الأرض بمخالبها الشرسة، يأتيني شيطانُ نفسي ومُهلكُها على شاكلةِ سجانٍ يقبضُ بشدَّةٍ على سوطِ الذُلِّ والخذلان، يهوي على بدني به فيجلدني حتى يزرقَّ منيَ الجُثمان، ويُحجزَ دمي بسدودٍ شاهقاتٍ أعطبت أوردتي والمعابر، فكان الفيضانُ قد استفحلَ على كلي، غرقت الروحُ وطفحَ القلبُ بسُمِّ الغدرِ والانكسار، اليأسُ دلقَ الماءَ على شُعلةِ سراجي فأعدمها كما أعدمتني تلك الأيدِ الظالمة الباغية أيما بغي.
زينب أمجد عبادي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
انطفاء الروح بقلم سلام هيثم
التالي
نجمتي، بقلم: سجى بطاح

اترك تعليقاً