مقالات ونصوص متنوعة

ذكرى مؤلمة، بقلم: آية أحمد إبداح

ذكرى مؤلمة تطاردني،وظلمة شديدة لا تفارق نظري،ووجه أخي أراه كل يوم أمام عيني،وجمله المبعثرة ،هي الأخرى تلاحقني،وتوصلني إلى الجحيم وهو اليوم الأسود من تلك الحادثة،في الساعة العاشرة من ذلك اليوم كنا انا وأخي عائدان إلى البيت بعد انتهاء عملنا،كان الجو بارد جدا،وزخات المطر لم تتوقف كأن السماء تفجر غضبها سيولا،وصوت رعد كصوت قنابل انفجرت،وغبار شديد ملأت أعيننا،اتصلت امي لتطمئن علينا،وكان صوتها يرتجف من الخوف،ودقات قلبها تنبض بسرعة كبيرة،فقلت لها:نحن بخير ولم يبقى القليل لنصل أرجوكي اهدأي،فكان الطريق خاليا من الأشخاص والمركبات،وبعد انتظار طويل أتت حافلة مسرعة لكن من شدة الغبار أصبحت الرؤية تتلاشى لدينا لم نكن نرى سوى شعاع من أضواء الحافلة،فجاءة سمعت صراخ وبكاء أخي،فصرخت وقلت اخي أين انت انا لا اراك؟ هل أنت بخير؟!لم يجب ع أسئلتي،نظرت إلى الأرض وجدت اخي ملابسه ملطخة بالدماء ،وآخر جملة قالها سامحوني فأنا احبكم وحان موعد رحيلي،لم يستطع التحمل والصبر فكانت الضربة قاسية،صرخت حينها لا تتركني يا أخي أرجوك فنحن بحاجة إليك،عند حلول الصباح حملت جثة أخي العزيز وعدت إلى البيت فكانت أمي واقفة ع الباب تنتظرنا،من الصدمة لم تسألني ،ارتمى أخي بحضن أمي باكية اختلطت دموعها بنزف دمائه،مرت سنة على موت اخي،فقدت الكلام حينها،لم أستطع الخروج من غرفتي،اضراب الهلع والخوف كل يوم يصيبني،تلك الذكرى المؤلمة تتأكل ذاكرتي،كأنها تجلس على شرايين دماغي كلما تذكرتها تمسك بي وتزداد ألما،لم أعد كما كنت،

إقرأ أيضا:أحبّك، بقلم: جودي عمار قللي ” نصوص نثرية ”

كنت أعيش حالة من نوبات الهلع المتكررة،أشعر بضيق تنفس ورعشة وحرارة مرتفعة،أحس بأنني أفقد السيطرة ع نفسي،ورود أفعالي أحيانا تكون مخيفة فتخيفي أمي،أتعرق بشكل مستمر وألم شديد في الصدر،رغم ذلك أمي لم تتركني تستقيظ في منتصف الليل لتطمئن علي كأنني طفلها الرضيع،تمسك بيدي كي أشعر بالراحة والاسترخاء،تجعلني ألعب الرياضة وتغمض عيني عند حدوث النوبة،أصبحت مطمئنا أكثر بجانبي أمي وأشعر بتحسن كثيرا،وبعد تحديات مع المرض لم أستسلم ،فقد رجعت إلى عملي،وكالعادة امي تنتظرني ع الباب خوفا من أن يحدث شيء لي،رائحة الأكل الشهية والذيذة التي تصنعها أراها ع المائدة،ذات يوم عندما كنت عائدا الى البيت،لكنني رأيت محل لبائعة الورد فعندما دخلت المحل جذبتني الفتاة التي تبيع الورد فكانت جميلة،عيناها كأعين الغزال وشعرها الطويل الحرير،لم أستطع التوقف عن النظر اليها فقالت اي من الباقات تريد؟فأشرت ع الورد الجوري الاحمر ،وعدت إلى البيت تفاجأت أمي بالورد وأحبته كثيرا وحضنتني،وكنت كل يوم أمر من تلك البائعة وأشتري الورد،أحست أمي بشيء غريب ولكنها لم تسألني لكنها كانت تبتسم،فبعد ذلك صارحت أمي بكل شيء وأنني أحببت تلك الفتاة،وذهبت انا وأمي لنخطب تلك الفتاة لكن الامر الغريب الذي حصل بأن أباها كان صاحب الحافلة المسرعة الذي دهس أخي ،وفي طريقه لم يسيطر ع المكابح فتوفي أباها أيضا في ذلك اليوم،والآن أصبحت زوجتي وأنجبنا طفل جميل سميته بأسم أخي الذي توفي محمد،وازدهرت حياتنا من جديد ،ورجعت حياتنا جميلة وهادئة.

إقرأ أيضا:قافية من رحم الجحيم بقلم :عمران عبد العظيم جيرودي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حواراتٌ عقيمة، بقلم: آديان محمد أمين رمي
التالي
جوع ك فكرة، بقلم: منى اليازوري، مروة أبو الوفاء

اترك تعليقاً