مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم: آرام نمر الحراسيس.

وراء كل قتامة ليل.. إشراقُ شمس

أطلتُ اكتسائي لثوب الانهزام، و سئمت مظهري المحاط بهالات الاكتئاب أمام مرآة الواقع، و اعتلتني رغبة جامحة في التخلص من أرق روحي الحاد الذي جلجل أعماقها أنيناً، و طغت مشاعر الحميَّة تجاه عمري المتبعثر بين طيَّات خيبة و الحسرات، فهرعت نحو أعواد الثقاب بنية إشعال شموع طال انطفاؤها، انقشعت حلكة أيامي المظلمة بعد أن تبدد الحزن المتراكم على نافذتي و استعاد الجو المكفهر صحوه مجدداً، فاسترسلت الشمس في سكب أشعتها في حجرة فؤادي، و حطَّت على كتفي فراشة تنقل رحيق الأمل من ثغر الزنابق، و لم أدرِ كيف اندثرت من المكان السوداوية، و امتزجت مرارة قهوتي بالشهد … لتروي مزاجي رَوْقاً و رَوَقاناً، فشربتها على شرفة الحياة شاهقة العلوِّ لألوِّح لكل مواجعي معلنة عن بدء سلطنة السعادة و انتهاء حقبة المآسي تلك، فبدأت أسمع بضعة ألحان تتسلل إلى داخلي لتزف بشارات تحرُّر كياني من الأحزان، طرقتْ بوابات قلبي بكل احترام و أقرأَتْه السلام، ثم استوطنه السلام، و منذ ذلك الحين لم يصرح سوى للأفراح و البهجات أن تقطن في القلب، و ما دون ذلك حُرِمَ من تأشيرة العبور حتى.

عدتُ من حيث قاطعتني أحزاني، أمسكتُ بصنارة مخيلتي مجدداً، انتقيتُ من كل لون حلماً، و شرعت بحياكة القادم، آزرتني عزائمي و تهافتت الهمم لتشبك أيديها بسواعد بأسي، تعاضد كل ذلك في مضمار سباقي من الزمن و معاركي مع أحلك ظروفي و أقساها على الإطلاق، قُِرعَت طبول تحمل في غموضها الأنباء، أنباء ماذا؟ صاح القدر بالبشريات مذيعاً بلاغ النصر، و استحققتُ القمة بعد إذ غلبني السها في غياهب ظلمتي، و أدركت حينئذ أنه و بلا شك وراء كل قتامة ليل، إشراق شمس.

إقرأ أيضا:حب الكتابة ” بقلم :أميرة موفق البدوي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خاطرة بقلم شهد محمد جوابرة
التالي
نص نثري بقلم خلود جميل أبو نمر

اترك تعليقاً